تكافؤ الفرص في الجزائر

قد يرجى من الكتابة شيء ،كما تفيد قد بعد المضارع .لأننا ببساطة في وطن المسؤول في الإدارة يتحول بين عشية وضحاها إلى وثنا ، من أوثان الإغريق ،أو آلهة من آلهتهم ، أو فرعون من فراعنة مصر الذي قال من قبل: (ما اريك إلا ما أري وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) والمشكل أن حتى الآلهة الإغريقية كانت تخضع لقوانينها ,فرعون نفسه كان قادرا أن يبطش بموسى أثناء الحوار الذي دار بينهما وفق النص القرآني لكن لم يفعل احتراما لقواعد قانونية سنها بنفسه وله حق التغيير, و الحذف ,و التعطيل بما جمع في يديه من سلطات الثلاث ,التشريعية ,و التنفيذية ,و القضائية .
كانت آلهة الإغريق في زعمهم ،إذا قدمت لها القرابين من دماء البشر, وأشلائهم ،أو أنعامهم تسكت عنهم غضبها ،وتنعم عليهم بالهبات ،و العطايا ،كما كان يفيض النيل على أهله بالخير حينما تعانقه على فراشه الألفي الممتد حورية من حوريات النيل العذارى ,لكن آلهتنا عفوا مسؤولين لا يأبهون بل حتى لم نخطر على بالهم لا في اليقظة و لا في المنام وهنا أتحدث عن موضوعا محدد موضوع أصحاب الشهادات الجامعية والذين يعملون في أحط السلم الوظيفي رغم ذلك في بلد يتشدق مسؤولون فيه بالمساواة وتثمين الشهادات وخريج الجامعات وتدعيم الإدارة بالكوادر الجامعية. يا سيدي عفوا يا مولاي لقد قدمت على المذبح الوظيفي ببلدي عشرون حجة من زهرة شبابي لم أترق فيها ولا مرة فقط لأنني ومثلى الكثير لا نعرف بالمديرية من نقدم له القرابين لنرتقي أو تنالنا نفحاته فنحتمي تحت جناحه لم نجد من قربان إلا الجد و الاجتهاد حتى تم المراد وتخرجنا بشهادة ليسانس ثم الكفاءة المهنية في المحاماةسنة2011 وأكاد اجزم بأغلظ الأيمان أن الذي اعد المرسوم التنفييذي10-300 المتعلق موظفو أملاك الدولة و الحفظ العقاري و مسح الأراضي لا يعلم أصلا بالموظف الدارس أو الموظف الذي يريد أن يخرج من قوقعة الخمول إلى رحابة العلم بقدراته الذاتية فكانت المكافأة أن أهمل تماما من حنايا المرسوم لا ادري اهو سهو آلهة ،أم مقتها للغوغاء وراء ذلك ،تخش منازعتها بعض مافي يدها .
في نظرية التطور لدارون جعل الارتقاء و البقاء لصالح العضو الفعال الدينامكي المتفاعل مع بيئته جائزته النمو و التطور و الاستمرارية تمنحها الطبيعة لهذا الكائن الذي خضع لقوانينها والياتها،لكن في منظور آلهة مديرية العامة للوظيف العمومي و المديرية العامة للأملاك الوطنية ماله الضمور و الفناء في عالم البقاء لطفيلية الخاملة المتسلقة النفعية البحتة عديمة الانتماء إلا لذاتها.
يا حاملو الشهادات الجامعية ،من عمال أملاك الدولة الحفظ العقاري ،المترسمون ،أو المتعاقدون كأعوان أمن ،أو أعون معاينة ،أو مراقبون ،أو مفتشون ،الأقدمية أفضل من الشهادة الجامعية ، ولم يفد قرباننا المبذولة من دماءنا وعرقنا وشبابنا في هذه الأوثان البشرية بل لم تفد حتى مراسلة فخامة رئيس الجمهورية ومعالي الوزير الأول ومعالي وزير المالية في هذا الشأن.
يرى ادوارد سعيد:( أن وظيفة المثقف هي معارضة الوضع القائم في زمن الصراع وتأييد المجموعات المهمشة التي تتعرض إلى الإجحاف،أي تلك المجموعات غير الممثلة التي تحتاج إلى صوت يمثلها ويعلن وضعها للعالم.)
نعم يا سعيد نحن مجموعة مهمشة في زمن الفكر البليد تبحث عن اكليركيا مثل جوليان بندا صادقا يدافع عن الشهادة الجامعية ليس فقط من حيث وزنها التأهيلى ولكن لقداسة قيمتها العلمية يدافع عنا نحن الذين لا ننتمي لشيء إلا الجزائر نحن الذين ليس لنا صوت يعبر عن لا نقابة ولا صحافة ولا لوبي ولا نائب في البرلمان ولا حتى صندوق الاقتراع لا نظهر في الحياة العامة إلا مرة كل دورة انتخابية نعرف وفق اصطلاحهم بالممتنعين –هي المرة الوحيدة التي نرفع فيها أم باقي الأوقات فمالنا إلا الخفض والنصب- رغم أننا نفوز في كل استحقق بالأغلبية لكن نحرم منها.
علمونا في الجامعة أن القاعدة القانونية عامة ومجرد تستحدث لتنظيم أمرا معينا داعيها المصلحة العامة من نظاما عاما وأمنا عاما وسكينة عامة غايتها الاقتراب من الحفاظ على كفتا الميزان متساويتين.لكن الحقيقة الواقعة ليس لوقعتها كاذبة إن الحاكمية البشرية لن تتفتق إلا عن المصلحة الذاتية حتى في بناء القواعد القانونية لان الأنا الإنسان فينا غلاب متحكم بطبعه حسب فرويد. وبالتالي تكون نجاعة القاعدة القانونية حسب وعي الأنا السلطوية الفاعلة بمجتمعها ومحيطها المتأثر بها.
لكتابة هذه الأسطر كان يحيرني كثيرا بعدما أمضينا عشرون حولا من أعمارنا في خدمة الإدارة ثم بنينا أنفسنا بأنفسنا في الحصول على الشهادات الجامعية و الدراسات المتخصصة لم تتم ترقيتنا- الترقية كنا نطمح ليها من اجل الزيادة في الراتب و العيش الكريم لا منافستهم على المناصب النوعية ولا على جن ريعها-لا النقابة اتحاد العمال و لا النقابة المستقلة ولا حتى إدارتنا طرحة موضوعنا ولو للنقاش العقيم.
لكن لما أتطلع على اتهامات سيد قطب رحمه الله في كتابه معركة الإسلام و الرأسمالية تتفا جئ بحجم التشابه بين التردي الوضع بين الأمس و اليوم رغم الإخلاف القطري و الزماني وكأن الآفات الاجتماعية سرمدية على شعوب هذه الأمة.
لكن تزل عنك كل حيرة.اقتبس بعض من اتهاماته التي وردت في كتابه لحكمتها و لتطابقية الحال مع المقال. نختم بها توجعنا هذا
-..اتهم هذه الأوضاع الاجتماعية الحاضرة بأنها تشل قوي الأمة عن العمل و الإنتاج، وتشيع فيها البطالة و التعطل،وتقعدها عن استخدام مواردها الطبيعية و البشرية،وتؤدي بها إلى الضعف عن مواجهة الأخطار الخارجية ،التي تتزايد وتبرز على مر الأيام
-إني اتهم ..اتهم الأوضاع الاجتماعية القائمة بأنها تهدر الكرامة الإنسانية ،وتقضي على كل حقوق الإنسان.
-إني اتهم الأوضاع الاجتماعية القائمة بأنها تفسد الخلق و الضمير ،و تشيع الفساد في المجتمع والدولة،وتؤدي إلى الانحلال الفردي و القومي.
إني اتهم.. اتهم الأوضاع الاجتماعية القائمة بأنها تحيل تكافؤ الفرص خرافة، و العدالة بين الجهد و الجزاء أسطورة .وبذلك تشيع القلق و الاضطراب في نفوس الأفراد و الجماعات.

عون معاينة جامعي/
1

var vglnk = { api_url: 'http://api.viglink.com/api', key: 'a187ca0f52aa99eb8b5c172d5d93c05b' };