ودعنا عاما مثقلا بالجراح ، مترعا بالأحزان والمنغصات ، شربنا الهموم حتى الثمالة ، سكرنا من تأثيرها حتى الهذيان ، ودعنا أشخاصا أحبة إلى نفوسنا ، أثيرين الى قلوبنا اختيارا مرة واضطرارا مرات ، تجرعنا المرارات بشتى الأنواع ، فانفقأت مرارتنا ، حلمنا بأشياء سهلة كثيرة ، أن يكون عالمنا أكثر دفئا ومحبة ، وأقرب مدعاة الى العيش السعيد ، لكننا لم نتوصل لتحقيق أيا من الأحلام والأهداف ، بقيت حياتنا باردة يابسة ، اشد جليدية من صقيع الصحاري المتراميات الأطرف ، لم نتمكن من إنبات شجرة كثيرة الأغصان ، فنستظل بفيئها ، وبقيت القلوب مقرورة ، تشتكي طول السهاد ، وكثرة المعاناة ، ولا أمل يطل من بعيد ، فيعيد البسمة الحقيقية الى الشفاه بدلا من البسمة الزائفة التي ما فتئنا نرسمها بإتقان نحسد عليه ، مر عام كامل ونحن نحلم أنا سنعيش ، كبقية خلق الله، نضحك بملء أفواهنا ، نحيا حياتنا حتى النخاع ، لا نجتر آلامنا وهمومنا وكأننا استمرأنا ذلك الاجترار ، وانصرم العام الماضي ، كما انصرمت أعوام قبله حبلى بكل أنواع الهموم والعقبات ،ونحن نقر بكل أنواع الإيمان أننا نؤمن بالقدر خيره وشره .
ورغم معاناتنا لم ننس الأحلام ، نتقلب على فراش من شوك الحرمان ونحن نمني النفس أن الغد سيكون خاتمة الأحزان وان الدنيا لا تلبث أن تبتسم بعد طوال عبوسها ، وترينا بعض حلاوتها التي حرمتنا منها ، فماذا بمقدورك ان تمنحنا أيها العام الجيد ؟ أحلامنا لم تعد بثقل الأرض وبعد السماء ، ابتعدنا عن الغلو بالأماني بعد أن صفعتنا الدنيا صفعاتها الثقال ، أحلامنا هذبتها السنون ، صقلتها التجارب المرة التي ابتلينا بها ، أضحت آمالنا ضعيفة المنال ، نريد ابتسامة حقيقية تنبع من داخل نفوسنا الراضية ، نريد دفئا من اجل ذواتنا ، ونريد حقا طالما حلمنا به ، نريد أخوة تربط بين أبناء البشر ، وتعاونا على الخير بين الأصحاب ، نريد تكافؤ الفرص ، وان يجد المجد نصيبه مما بذلت يداه ، نريد عدلا وحنانا متدفقا كالينبوع ، ينأى بنفسه عن الجفاف ،
أحلامنا أيها العام الجديد ميسورة التحقيق ، أبمقدورك ان توصلنا اليها أيها القادم
الغريب، هل نحقق حلما بعيد المنال فهل في يوم ما يأتي الفرج وتتحقق مطلبنا ،فهل في يوم ما نتحد ونتوحد تحت مظلة واحدة نسميها بإسمها ...............................الحرة.
فكل عام وأنتم بخير يا زملائي يا إخواني يا أخواتي يا جميع موظفي المصالح الإقتصادية
مها كان أنتمائكم النقابي فا نني أحترمكم جميعا وأقدر مواقفكم .