منتديات موظفي المصالح الاقتصادية
الصحة النفسية لدى الاطفال  M5zn_d0e1d87388e25d5
الصحة النفسية لدى الاطفال  ?img=0afe0096e5c2a91
منتديات موظفي المصالح الاقتصادية
الصحة النفسية لدى الاطفال  M5zn_d0e1d87388e25d5
الصحة النفسية لدى الاطفال  ?img=0afe0096e5c2a91
منتديات موظفي المصالح الاقتصادية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات موظفي المصالح الاقتصادية

يهتم بشؤون موظفي المصالح الاقتصادية لقطاع التربية في الجزائر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الصحة النفسية لدى الاطفال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هرمنا
لواء
لواء
هرمنا


عدد المساهمات : 2953
تاريخ التسجيل : 15/05/2011
العمر : 63

الصحة النفسية لدى الاطفال  Empty
مُساهمةموضوع: الصحة النفسية لدى الاطفال    الصحة النفسية لدى الاطفال  I_icon_minitimeالسبت 29 مارس 2014, 23:15

هوريـــــــــة الجزائريــــــــــة الديمقراطيـــــــة الشعبيــــــــــة
وزارة التربية الوطنية
مديرية التربية لولاية قالمة .
.
               بوشقوف (1) .






عرض من إعداد وتقديم السيد : درابلية بوجمعة
                                                          مقتصد رئيسى        









عناصر العرض
1)  الصحة النفسية
2) الصحة النفسية  في الأسرة
   * تأثير العلاقات بين الوالدين .و الأطفال.بين الأخوة .
3)  الصحة النفسية في المدرسة :
 *بعض المسؤوليات المدرسة . العلاقات الاجتماعية في المدرسة . المدرسة التقدمية
 4) الوقاية من المرض النفسي
 *   الإجراءات الوقائية الحيوية . الإجراءات الوقائية النفسية































     
علم الصحة النفسية هو الدراسة العلمية للصحة النفسية  و عملية التوافق النفسي ما يؤدي إليها  و ما يحققها وما يعوقها . وما يحدث من مشكلات  و اضطرا بات  نفسية ، و دراسة  أسبابها و تشخيصها    وعلاجها  و الوقاية  منها.

إن علم النفس بصفة عامة  يدرس السلوك في سوائه  و انحرافه . و علم النفس يخدم الصحة النفسية  من خلال دراسته  العلمية  عن طريق الوقاية  و العلاج  و يمكن النظر إلي علم النفس علي أنه علم الصحة حيث أنه يقدم في مجال  الصحة وخاصة الصحة النفسية  و العلاج النفسي  حيث تطبق كل مبادئ وطرق علم النفس في علاج المشكلات و الاضطرابات  السلوكية  و الأمراض النفسية وإن فروع علم النفس المرضي وعلم النفس العلاجي وعلم النفس التحليلي والعلاج النفسي و ما تتناوله من موضوعات  ومجالات لخير دليل علي العلاقة بين علم النفس  و الصحة.
الصحة النفسية
يمكن تعريف الصحة النفسية بأنها حالة دائمة نسبيا ، يكون  فيها الفرد متوافقا نفسيا (شخصيا و انفعاليا و اجتماعيا أي مع نفسه و مع  بيئته )، ويشعر فيها بالسعادة مع نفسه ، و مع الآخرين و يكون قادرا علي تحقيق ذاته و استغلال قدراته وإمكانيته إلي أقصي حد ممكن ، ويكون قادرا علي مواجهة مطاليب الحياة ، و تكون شخصيته متكاملة  سوية ، و يكون سلوكه عاديا ، بحيث يعيش في سلامة و سلام .
   و الصحة النفسية حالة إيجابية تتضمن التمتع بصحة العقل و الجسم ، و ليست مجرد الغياب
أو الخلو أو البرء  من أعراض المرض النفسي ، و تعريفها حسب منظمة الصحة العالمية للصحة
(who)  هي حالة من الراحة الجسمية و النفسية  و الاجتماعية و ليست مجرد عدم وجود  المرض.

و للصحة النفسية شقان :  أولهما شق نظري علمي يتناول الشخصية  و الدوافع  و الحاجات و أسباب الأمراض النفسية و أعراضها و حيل  الدفاع النفسي  و التوافق، و تعليم الناس  و تصحيح المفاهيم الخاطئة ، وإعداد و  تدريب  الاخصائيين و القيام بالبحوث العلمية .
و الشق الثاني تطبيقي  علمي يتناول الوقاية من المرض النفسي  و تشخيص وعلاج الأمراض النفسية .
و الصحة النفسية  و المرض النفسي مفهومان لا يفهم   أحدهما إلا بالرجوع إلي الآخر،  و الاختلاف بينهما مجرد  اختلاف في الدرجة و ليس في النوع ، و من المعلوم أنه لا يوجد نموذج مثالي  يساعدنا في التفريق  الحاد بين الصحة النفسية و المرض النفسي .








  الأسرة تعتبر أهم عوامل  التنشئة الاجتماعية ، وهي الممثلة الأولي للثقافة و أقوي الجماعات تأثيرا في سلوك الفرد  و هي التي تسهم بالقدر الأكبر في الإشراف على النمو الاجتماعي  للطفل و تكوين شخصيته و تقوية سلوكه.
وللأسرة وظيفة اجتماعية و نفسية هامة ، فهي المدرسة الاجتماعية الأولي للطفل و هي العامل الأول في صبغ سلوك الطفل بصبغة اجتماعية ، و نحن نعلم أن السنوات الأولي من حياة الطفل تؤثر في التوافق النفسي أو سوء التوافق حيث يكون  الأطفال شديدي التأثير بالتجارب المؤلمة و الخبرات الصادمة (1)
و للأسرة خصائص هامة منها أنها الوحدة الاجتماعية الأولي التي ينشأ فيها الطفل ، وهي المسؤولة عن تنشئته اجتماعيا وهي التي تعتبر النموذج الأمثل   للجماعة الأولية التي يتفاعل الطفل  مع أعضائها وجها لوجه  و يتوحد معهم  و يعتبر سلوكهم سلوكا نموذجيا يحتذيه .
و تستخدم الأسرة أساليب نفسية عديدة أثناء التنشئة الاجتماعية للطفل مثل  الثواب المادي و المعنوي
 و العقاب  المادي و المعنوي , و المشاركة  في المواقف و الخبرات  بقصد تعليم السلوك  و الاستجابات
و التوجيه المباشر  و التعليم .
وقد أجريت عدة بحوث حول دور الأسرة في عملية التنشئة  الاجتماعية للطفل و أثر ذلك في سلوكه ،    و أوضحت هذه التجارب  ما يلي :
   * إن المجتمع الواحد توجد فيه فروق في التنشئة الاجتماعية بين  طبقة و طبقة و بين أسرة         وأسرة  وأن  الطبقة  الاجتماعية الدنيا أكثر  تسامحا  في عملية التنشئة الاجتماعية
   * إن نظام التغذية الذي تتبعه الأم مع الطفل في مرحلة الرضاعة يؤثر في حركة ونشاط الطفل ، لذا يجب إتاحة الفرصة الكافية في الرضاعة و تنظيم مواعيدها و عدم القسوة  في الفطام  واتباع الفطام المتدرج ، و الفطام في الوقت المناسب .
    * كلما كانت عملية التنشئة الاجتماعية للطفل سليمة ، و كلما  قل نبذ الوالدين له ، و كلما  كانت اتجاهاتهم متعاطفة ، و كلما قل الإحباط في المنزل ، قل الدافع إلى العدوان عند الطفل . و للتنشئة الاجتماعية أثر في الميل إلي العدوان  و ضبطه عند الأفراد .
    * إن الحماية الزائدة من جانب الوالدين لأطفالهم و التزمت  و التشدد في نظام  الرضاعة  و الفطام تؤدي إلي الاعتماد علي الغير و إلى الاتكالية ، و تربية الأطفال في المؤسسات تجعلهم أكثر ميلا إلي البلادة   و أكثر عزوفا  علي التفاعل الاجتماعي وأكثر اتكالية وأكثر حاجة إلي انتباه الآخرين و مودتهم .
     * إن المستوي الاجتماعي الاقتصادي   المتوسط و الأعلى و الاستقرار  الاقتصادي أفضل بالنسبة للصحة  النفسية عند الطفل .
     * إن توجيه  الأزواج قبل الزواج   و أثناءه  عملية ضرورية وواجبة  ضمانا للصحة النفسية لهما  و للأسرة  بأسرها .

                             

1) للتوافق أنواع أخرى :  

* التوافق الشخصي و يتضمن الرضا عن النفس .
* التوافق الاجتماعي  و يشمل التوافق الأسري  و التوافق المدرسي  و التوافق المهني و التوافق         الاجتماعي بمعناه  الواسع .  






* السعادة الزوجية تؤدي إلى تماسك  الأسرة  وهو ما يخلق جوا يساعد على نمو الطفل ,  يؤدي هذا الجو إلى الشخصية المتكاملة المتزنة  .
* الوثائق (الوشائج) و العلاقات السوية  بين الوالدين تؤدي إلى إشباع حاجة الطفل  بالأمن النفسي .
* الاتجاهات الانفعالية  السوية و اتجاهات  الوالدين الموجبة نحو  الحياة  الزوجية  و نحو الوالدين  تؤدي إلي  استقرار الأسرة وإلى الصحة النفسية لكامل  أفرادها .
* التعاسة الزوجية تؤدي  إلى تفكك الأسرة مما  يخلق جوا يؤدي إلى نمو الطفل  نموا نفسيا  غير سوي .
* الخلافات بين الوالدين   تخلق جوا مؤثرا يشيع في جو الآسرة مما يؤدي إلى أنماط  السلوك       المضطرب  لدي الطفل  كالغيرة  و الأنانية  و الشجار  و عدم الاتزان الانفعالي.
* المشكلات النفسية للزوجين  و السلوك  الشاذ الذي قد يقومان  به  يهدد استقرار الجو الأسري   و الصحة النفسية  لكافة  أفراد ها .
تأثير العلاقات بين الوالدين  و الأطفال على الصحة النفسية
• العلاقة و الاتجاهات المشبعة بالحب و القبول  و الثقة  تساعد  الطفل   على أن ينمو شخصا يحب غيره ، و يتقبل الآخرين  و يثق فيهم .
• العلاقات السيئة و الاتجاهات  السالبة  و الظروف  غير المناسبة تؤثر  تأثيرا سيئا على النمو النفسي  و على الصحة النفسية للطفل .
العلاقة بين الأخوة :
    العلاقات المنسجمة بين الأخوة الخالية من تفضيل طفل على طفل  أو جنس على جنس  المشبعة بالتعاون ، الخالية من  التنافس ، تؤدي إلى النمو النفسي السليم للطفل .
هذا و يجب  أن يعمل الوالدان  حساب سيكولوجية الطفل  الوحيد  و الطفل الأكبر و الطفل الأصغر  و الطفل الأوسط .
     و العلاقات بين الأسرة و المدرسة هامة للغاية و خاصة علاقات التعاون  لتبادل  المعلومات  و التوجيهات  فيما يتعلق  بنمو الطفل .
    كذلك فإن العلاقات الأسرية و بقية العوامل  المؤثرة في النمو النفسي للطفل هامة أيضا     و خاصة المدرسة  ووسائل الإعلام  و دور العبادة  و جماعة الرفاق .
    وعلى العموم يجب العمل على تدعيم  العلاقات الأسرية حتى يتحقق أثرها  النافع  على صحة الطفل  النفسية ، و يجب تلافي تصدعها الذي يؤثر تأثيرا  ضارا  . و من أهم هذه الأسباب انهيار الجو الأسري  بسبب موت أحد  الوالدين  أو كليهما  أو هجران  أحدهما أو كليهما       أو الانفصال  أو الطلاق  أو السجن أو الإدمان أو المجون  وعدم الأمانة و الفقر  و البطالة      و التشرد  و الازدحام  و نقص  و سائل  الراحة و اضطراب  العلاقات الزوجية  الخاصة.








   المدرسة هي المؤسسة الرسمية  التي تقوم بالعملية التربوية ، و نقل الثقافة  المتطورة
و توفير  الظروف المناسبة للنمو جسميا  و عقليا  و انفعاليا  و اجتماعيا .
وعندما يبدأ الطفل تعليمه في المدرسة  يكون قد قطع شوطا لا بأس به في التنشئة  الاجتماعية  في الأسرة ، فهو يدخل المدرسة  مزودا  بكثير من المعلومات  و المعايير الاجتماعية  و القيم
و الاتجاهات .و المدرسة توسع  دائرة هذه المعلومات  و المعايير و القيم و الاتجاهات   في شكل منظم، وفي المدرسة  يتفاعل التلميذ مع مدرسيه و زملائه و يتأثر بالمنهج الدراسي  بمعناه الواسع  علما و ثقافة  و تنمو شخصيته  من كافة جوانبها.
بعض مسؤوليات المدرسة بالنسبة للنمو النفسي  و الصحة النفسية:
 *  تقديم الرعاية النفسية إلى كل طفل و مساعدته في حل مشكلاته و الانتقال به من طفل يعتمد على غيره إلي راشد مستقل معتمدا على  نفسه  متوافقا نفسيا .
 * تعليمه كيف يحقق أهدافه بطريقة لائقة تتفق مع المعايير الاجتماعية مما يحقق توافقه الاجتماعي
*  مراعاة قدراته في كل ما يتعلق بعملية التربية و التعليم.
* الاهتمام بالتوجيه و الإرشاد النفسي و التربوي و المهني للتلميذ.
* الاهتمام بعملية التنشئة الاجتماعية في تعاون مع المؤسسات  الاجتماعية الأخرى  و خاصة الأسرة
* مراعاة كل ما من شأنه  ضمان  نمو الطفل نموا نفسيا سليما .
و تستخدم المدرسة أساليب نفسية عديدة أثناء تربية التلاميذ  منها دعم القيم الاجتماعية   عن طريق المناهج ، و توجيه النشاط  المدرسي  بحيث يؤدي إلى تعليم الأساليب السلوكية المرغوبة و إلى تعليم المعايير و الأدوار الاجتماعية  و القيم ، و الثواب  و العقاب ،و ممارسة السلطة المدرسية في عملية  التعليم ،و العمل  على فطام الطفل انفعاليا  عن الأسرة   بالتدريج وتقديم نموذج صالح للسلوك السوي ،  أوفي شكل نماذج تدرس لهم  أو نماذج  يقدمها  المدرسون  في سلوكهم  اليومي مع التلاميذ.
تأثير العلاقات الاجتماعية في المدرسة على الصحة النفسية للتلميذ:
* العلاقات  بين المدرس و التلميذ تؤدي إلى حسن  العلاقة   بينهما   و إلى النمو  التربوي و النمو النفسي  السليم إذا قامت  على أساس من الديمقراطية  و التوجيه  و الإرشاد السليم .
* العلاقات بين التلاميذ بعضهم ببعض  تؤدي إلى الصحة النفسية إذا قامت على أساس من التعاون        و الفهم المتبادل .
* العلاقات  بين المدرسة و الأسرة،و التي تكون دائمة الاتصال ( و خاصة عن طريق مجالس الآباء     و المعلمين ) تلعب دورا هاما  في إحداث عملية التكامل بين الأسرة و المدرسة  في عملية رعاية النمو النفسي للتلميذ .
وتتعدد مجالات تطبيق الصحة النفسية  في المدرسة ،في فلسفتها  وفي إدارتها  و في مناهجها            و مدرسيها  و العناية بتلاميذها  والعلاقات بين المدرسة و الأسرة ... الخ .



بعكس المدرسة التقليدية والتربية التقليدية رسالتها  التربية بمعناها  الواسع ، فالتربية عملية حياة يتعلم  فيها الفرد حياة عن طريق نشاطه  هو و بتوجيه من المربي .
ووظيفة المدرسة التقدمية   و أهدافها  تكمن في تكوين و نمو و توجيه شخصية التلميذ  من كافة جوانبها  جسميا و عقليا و انفعاليا و اجتماعيا في توافق و توازن  ،إذ أن التحصيل العلمي و إكساب المعرفة  والمعلومات ليس ، و ينبغي ألا يكون بؤرة تركيز المدرسة،  و لكن يجب أن يضاف إلى ذلك الاهتمام بتوافق التلميذ   شخصيا و اجتماعيا  و بصحته  النفسية و الجسمية  و بتكوين عادات سلوكية  سليمة   و اتجاهات  موجبة نحو المدرسة  و نحو العمل و نحو الأشخاص بصفة عامة  حتى يشب إنسانا صالحا .
وفي وضع المناهج يجب عمل  حساب الصحة النفسية  للتلاميذ  و المربين أيضا ،فيجب  أن تكون المناهج  مناسبة تراعي حاجات التلاميذ  و قدراتهم ، ويجب أن يكون المنهج مرتبطا  بمواقف الحياة  الطبيعية  ،  كما يجب الاهتمام بملائمة الجو  الاجتماعي  داخل الفصل  و خارجه  و باختصار  يجب عمل  حساب كل الخصائص  النفسية للتلميذ حسب  مرحلة النمو و التي  يمر بها . أما عن المدرس في العملية التربوية فإنه :
*يلعب دورا هاما في عملية التربية  وفي رعاية  النمو النفسي  و تحقيق الصحة النفسية  للتلميذ ، فهو دائم التأثير  في المتعلم منذ دخوله المدرسة  حتى تخرجه ،و هو نموذج  سلوكي  حي يحتذيه  و يتقمص شخصيته  و يقلد سلوكه ، وهو ملقن علم و معرفة  ،و هو ينمي معارفهم  و يوجه سلوكا يصحح سلوكاتهم  إلى أفضل عن طريق و ضعه  في خبرات  سلوكية  سوية .
* إن المدرس ليس ناقل معلومات  و معارف فقط  و لكنه بالإضافة إلى ذلك  معلم  مهارات  تشخص مظاهر  و أعراض  أي اضطراب سلوكي  ، مصحح و معالج لهذا الاضطراب .
* ويجب أن يكون  المربون (المعلمون  و الوالدان )   يتمتعون هم أنفسهم بالصحة النفسية  و الاستقرار النفسي  و التوافق مع التلاميذ  و الديمقراطية  في التعامل  معهم ، و أن تكون  نظرتهم  إلى الحياة  نظرة إيجابية  متزنة.
*و لا يفوت أن نذكر  أن  مشكلات المدرسين  و مظاهر سوء  توافقهم الشخصي و الاجتماعي  يجب العمل على حلها ، و من هذه  المشكلات ما يتعلق  بالناحية الاقتصادية  و الوضع  و المكانة الاجتماعية  و التعب والإرهاق  و نقص الإمكانيات   و قلة تعاون الوالدين ... الخ .
* ونحن نعلم أن الصحة النفسية للتلاميذ تتأثر بشخصية المربي  الذي يجب أن يكون قدوة صالحة لتلاميذه في سلوكه ، إن المربي الذي يقول  ما لا يفعل  يجب  أن يعلم  أن  خير  ما يعلمه لأبنائه  قوله : " افعلوا   مثلما أفعل ، و ليس مثلما أقول  " .
* و يجب أن يكون في الحسبان  أنه كلما كانت  العلاقة سوية بين المربين  و الأولاد  و بين الأولاد  بعضهم ببعض و بين المدرسة  و الأسرة  كلما ساعد ذلك على حسن توافقهم  النفسي  و شعورهم بالأمن و هو ما يؤدي إلى النجاح و التوفيق . ولذلك   يجب العمل  على تكوين اتجاهات موجبة لدى المربين          وذلك عن طريق التوجيه والإرشاد للمربين ومجالس   الآباء   و المعلمين .
*  و هكذا نجد أن على  المدرس أن يعمل كمرب يعلَم  و يوجه  و يعالج ، في بعض  الأحيان . إنه يعلَم العلم و يوجه  النمو  و يعالج ما يستطيع  علاجه من مشكلات تلاميذه  ويحيل ما لا يستطيع علاجه إلى الأخصائيين في  العيادات النفسية .
* إن مفهوم المدرس المرشد  من أهم المفاهيم  التي يجب و ضعها في الحسبان  في إعداد المعلم   في بلادنا ما دام المعالجون  النفسيون  غير متوفرين في مدارسنا .
  وفي ضوء ما سبق نجد أن التربية تشترك في كثير من أهدافها مع الصحة النفسية  و إن اختلفت في بعض و سائل تحقيقها (تحقيق هذه الأهداف ).
   إن علماء التربية و علماء الصحة النفسية، وعلى الرغم من الاختلاف في تخصصهما ، يعملون لتحقيق هدف مشترك  هو إعداد بناء الشخصية  المتكاملة للمواطن الصالح من أجل  أن يشعر بالسعادة  و الصحة و التوافق  النفسي .





يوجه علم الصحة النفسية  و علم النفس اهتماما كبيرا إلى الوقاية  من المرض النفسي  أو ما يطلق  عليه البعض  " التحصين النفسي " بقدر ما يوجه إليه  من عناية بفهمه  و تشخيصه و علاجه . ونحن  نعرف أن الوقاية خير من العلاج ، وأنها تغني عن العلاج ، و نحن نعلم أنه و للوقاية  من المرض النفسي  ينبغي معرفة  أسباب الأمراض النفسية  و إزالتها ، و تحديد الظروف التي تؤدي  إليها  حتى نضبطها  و نقلل آثارها ،كما ينبغي تهيئة الظروف التي تحقق الصحة النفسية ، ويقسم البعض الوقاية إلى     أولية  و ثانوية ، و من الدرجة الثالثة  فالأولى تحاول  منع  حدوث المرض  و الثانية   تحاول   تشخيص المرض  في مرحلته الأولى  و الثالثة  تحاول تقليل أثر المرض .
 *و تركز  الخطوط العريضة  للوقاية  من المرض النفسي  في الإجراءات الوقائية   الحيوية ،           و الإجراءات الوقائية النفسية ، و الإجراءات  الوقائية الاجتماعية .
الإجراءات الوقائية الحيوية : ترتكز الإجراءات الوقائية الحيوية  على التأكيد  على خدمات رعاية الأم  قبل  الحمل و أثناءه  و الرعاية الصحية  التالية للفرد .. و تحاول كذلك  تعديل العوامل  التناسلية  بحيث نحصل  على أفراد  أصحاء منذ البداية .و تتضمن الإجراءات الوقائية  الحيوية  ما يلي :
الصحة العامة : و تشمل:
     * رعاية الأم  طبيا و نفسيا منذ وقت الإخصاب  و أثناء الحمل  و عند  الولادة  و بعدها ،         و خاصة الأم التي سبق أن أنجبت أطفالا  غير كاملي النمو  أو أولادا  بهم تلف  في المخ.  
*  وقاية الأطفال من الأمراض وتنمية  المناعات لديهم  و تحصينهم  و تطعيمهم   ضد الأمراض  المعروفة و تزوديهم بالتغذية  الملائمة في الطفولة .
* تكوين عادات العناية بالجسم و النظافة .
* التخلص من العوامل الخطيرة في البيئة  و مراعاة  الاحتياجات الخاصة بالسلامة و تجنب الحوادث .
* إعداد الوالدين  لدور الوالدية و توجيههما  بخصوص الأهمية الانفعالية لميلاد الطفل و المشكلات النفسية  و الطبية للأطفال.
* تغير العوامل غير السليمة  في مواقف الحياة  لضمان علاقات عائلية هادفة  و لضمان  بيئة نفسية صحية بالنسبة لكل من الأطفال و الوالدين .
* الفحص الطبي الدوري لضمان  الاكتشاف المبكر لأي  مرض عضوي .
*تهيئة الظروف التي تؤدي إلى أفضل مستوى لضمان وسيلة لمقاومة  ضغوط الحياة .
* العلاج النفسي و الاجتماعي المبكر لإزالة العوامل المسببة للاضطرابات  و مساعدة  الفرد  على تحقيق التوافق النفسي  على المدى  القريب و البعيد .
النواحي التناسلية : و تشمل :
* منع ولادة أطفال لوالدين لهما أمراض وراثية  " و يصل الحال في بعض الدول إلى حد تعقيم المرضى العقليين "  .
* رسم خريطة كروموزومية  للعروسين تفيد في التنبؤ باحتمال و جود أي مرض عضوي في نسلهما   مستقبلا.
* دراسة التركيب  الفعلي للمورثات  "الجينات "  للتفريق بين المورثات  العادية  و المرضية  و إذا أمكن،تصحيح الوضع  مما يؤدي إلى منع المرض الوراثي .
الإجراءات الوقائية النفسية : عرفنا ما هي الصحة النفسية ، و مفتاح الصحة النفسية هو  أن ينمو الفرد نموا سليما  و ينشأ تنشئة اجتماعية سوية  و أن يتوافق  شخصيا و اجتماعيا و مهنيا      و أن يعرف مشكلاته حين تطرأ في حياته و يحددها و يدرسها  و يفسرها  و يضبطها و يعالجها .
و تتضمن الإجراءات الوقائية النفسية ما يلي:
النمو النفسي السوي : و يشمل :
- العمل على تحقيق أكبر درجة من النمو و التوافق في كل مراحله و في كافة مظاهره  في ضوء مطالب النمو  بغية تنشئة  أجيال ( من الأطفال و المراهقين  و الراشدين  وحتى الشيوخ ) يتمتعون بالصحة الجسمية  و النفسية و السعادة الاجتماعية  و القدرة على الإنتاج.
- ضمان وجود علاقة متينة مع الوالدين أو من يقوم مقامهما ومع الأهل .    
- المرونة في عملية الرضاعة والتدريب على الإخراج  و التنشئة الاجتماعية .
-  الحرية التي تتناسب مع درجة النضج .
- التوجيه السليم و المساندة  و ضرب المثل و الأسوة الحسنة أمام الطفل .
- سيادة جو مشبع بالحب يشعر فيه الطفل بأنه مرغوب فيه محترم و ينظر إليه كعضو هام  في الجماعة.
-عمل  حساب أثر المستوى الاجتماعي و الاقتصادي في عملية النمو ، و ذلك بإثراء حياة المواطنين  بحيث تختفي العوامل  التي تأثر  تأثيرا سيئا في نمو الشخصية .
- تعليم الوالدين و تأكيد أهمية العلاقات الصحية بينهما  و بين الطفل  و لفت الأنظار إلى خطورة العلاقات السيئة  و الظروف غير المناسبة و التربية الخاطئة وأثرها على الصحة  النفسية .
- إعداد  الوالدين بالمعلومات الكافية  عن النمو النفسي للأطفال  ، ضمانا للنمو  النفسي  الصحي للشخصية .
- تزويد الوالدين بالمعلومات  عن الحاجات النفسية للأطفال  و كيفية إشباعها .
- توجيه الوالدين و ارشادهما  بما يحقق  وجود مناخ نفسي صحي يؤدي إلى الصحة النفسية  لكل أفراد الأسرة .
- ضمان وجود التعاون الكامل بين الأسرة و المدرسة في رعاية النمو النفسي للأطفال .
- ضمان ملاءمة المناهج التربوية  لمرحلة نمو التلاميذ  و قدراتهم و حاجاتهم .
- القيام بالتربية الجنسية في إطار التعاليم الإسلامية  و المعايير الاجتماعية و القيم الأخلاقية و الضمير بهدف تحقيق  التوافق و السلوك الجنسي السوي .
- الاهتمام بنمو الشخصية بكافة  مظاهرها  جسميا و عقليا  و اجتماعيا  و  انفعاليا ...الخ.
نمو المهارات الأساسية : و يشمل :
*  تحقيق التوافق الانفعالي و يتضمن ما يلي :
-   رعاية النمو الانفعالي و تربية الانفعالات و ترويضها من أجل تحقيق التوافق الانفعالي .
-   العمل على التخلص من الحساسية الانفعالية .
-   القدرة على السلوك السوي بانفعالات عادية و القيام بواجبات رغم هذه الانفعالات.
-   القدرة على ضبط الانفعالات المشكلة (الخوف ،الغضب ،الحزن ، العدوان ...).
-   تشجيع الانفعالات الإيجابية ( الحب ، المرح...).




* تحقيق التوافق الاجتماعي : و يتضمن :      
-  رعاية النمو ، تنمية الذكاء ...
-  معرفة الحقوق ،الواجبات ،الأدوار ، التفاعل الاجتماعي في ضوء المعايير الاجتماعية  المرتضاة
* رعاية النمو العقلي  و تتضمن :
- رعاية نمو المهارات العقلية  و الذكاء و التحصيل و تنمية الابتكار و التوافق المدرسي .
- نمو المهارات الكافية في التعلم  و حل المشكلات و اتخاذ القرارات .
- التوجيه التربوي الذي يتضمن تحقيق مستقبل تربوي  ناجح و موفق .
*  المساندة أثناء الفترات الحرجة  و تشمل :
-المساندة الانفعالية للأفراد في مواجهة المواقف الأليمة مثل الطلاق أو موت عزيز أو عملية          جراحية ... الخ .
-  المساندة العملية للطفل من جانب الوالدين  لتجنب الصدمات الانفعالية التي قد تحدث نتيجة الإيداع بالمستشفي لتفادي  القلق الذي يسببه البعد عن الأسرة أو الناتج عن المرض في حد ذاته .
-  تهيئة الظروف اللازمة للنمو النفسي  السوي في حالة فقدان أحد الوالدين  أو كليهما .
التنشئة  الاجتماعية : و تشمل :
- مساعدة الأطفال و المراهقين  خلال عملية التنشئة الاجتماعية في تعلم الأدوار الاجتماعية  و القيــم      و المعايير الاجتماعية و فلسفة الحياة .
- نمو المهارات المتعلقة بالصحة النفسية و التوافق الشخصي و الاجتماعي  و التي تجعل الفرد يشعر بأهميته  و يثق في نفسه .
الإجراءات الوقائية الاجتماعية :
يولي العلماء اهتماما متزايدا بالإجراءات الوقائية الاجتماعية  ، و تتضمن هذه الإجراءات ما يلي :
الإجراءات الاجتماعية العامة : و تشمل ما يلي:
*  رفع مستوي المعيشة و الاهتمام بالسكان و التخطيط السكاني  و وسائل المواصلات و  تيسير الخدمات الاجتماعية  و تسيير خدمات الصحة النفسية  في المجتمع .
* الاهتمام ببرامج التوعية  ووسائل الإعلام  المختلفة  و توجيه وإرشاد الوالدين  و الجمهور بصفة عامة  و بكل  ما يتعلق بالوقاية  من المرض النفسي .
* الاهتمام بالبرامج الوقائية في مراكز رعاية الأسرة  و مراكز رعاية الطفولة و الأمومة  و مراكز  رعاية الشباب  و مراكز رعاية  الشيوخ و العيادات النفسية  و مراكز الإرشاد النفسي.            
التقييم و المتابعة : و تشمل :
 * تقيم نتائج الجهود الوقائية  و العلاجية و الآثار الجانبية  لبعض أنواع العلاج  ووسائله .                                                                                                                                                    
 * تقييم برامج الصحة النفسية  التي تقوم بها المؤسسات العامة  و المؤسسات الخاصة .
 * تقييم و متابعة  عمل المعالجين النفسيين و الأطباء النفسيين في عملهم الحر .












تقع مسؤولية تخطيط الإجراءات الوقائية  من المرض النفسي  على عاتق المؤسسات  النفسية           و الاجتماعية  و الطبية  و المعاهد العلمية  المتخصصة  في هذا المجال  ، و هناك  مسؤولية متبادلة تحتم   ضرورة المشاركة  في التخطيط بين كل  الجهات المعنية  لصالح الجميع .
إن برنامج الوقاية  يجب أن يتناول ظروف الفرد  و الجماعة  و المجتمع  و يجب أن يختلف  بحسب  عضو الأسرة الذي يوجه إليه، و يجب أن يوجه  على مستوى المجتمع  في مجالات  التربية     و العمل و الصحة  ... ، و على مستوى الأحداث الهامة كالزواج و الولادة  و التقاعد ... ،  و على مستوى احتمال  الاضطراب  لدى الفرد  أو الأسرة  أو في المجتمع  .
و لا شك أن المجتمع الذكي هو الذي يهيئ المناخ الاجتماعي  و الثقافي  الذي ييسر  النمو السوي لأفراده  و جماعاته  و يقوم بكل ما يكفل الوقاية من المرض النفسي .

و لعل المواطنين يتعودون على إجراء الفحص النفسي الشامل دوريا من أجل  الوقاية من الاضطرابات و الأمراض النفسية ، و لعل مدارسنا تبدأ بتقديم   هذه الخدمات الضرورية .



                                                    بوشقوف في : 2014/01/31
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصحة النفسية لدى الاطفال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات موظفي المصالح الاقتصادية  :: النشاطات العلمية :: المكتبـــــــة-
انتقل الى: