الجميع ينادي والجميع يطالب بلم الشمل ووحدة التنسيقات الموجودة بين النقابات الثلاث وإصدار بيان مشترك يحدد فيه كيفية وماهية الاحتجاج في بداية الدخول المدرسي هذا جميل و الأجمل منه أن تكون القاعدة لها استعداد تام لتقبل هذا .
غير أنه إذا أرادنا أن نحلل أي وضع وأن نحل تمرين رياضي لا بد لنا من معطيات، ومن خلال هذه المعطيات نستطيع أن نبني فرضيات، ومن خلال هذه الفرضيات نخلص الى إستنتجات .
وإذا اردنا أن نخضع وضعنا هذا الى هذا الامر. فإننا نجده على النحو التالي :
نقابة ا إ ع ع ج هذه النقابة طبعا كما لا يخفى على أحد وجودها يقتصر على تكسير احتجاجات النقابات الاخرى وبذلك هي أداة بيد
السلطة ،تستعملها في وقت الحاجة، ولا يمكن لمسؤوليها أن يوافق على الاتحاد مع نقابة عمال التربية والتكوين لأنها اكثر جدية وصرامة في المطالبة بحقوق منخريطيها . قد يقول قائل لصالح الاساتذة لمعلمين فقط ، فأنا معه على هذا الخط ولكنه مهما يكن فهي برهنت في العديد من المناسبات أنها نقابة أفعال وليس أقوال. بذلك سيجد السيد: بوبحة نفسه أمام إختيارين لا ثالثة لهما إما الاستقالة وإما الامضاء على البيان المشترك . ولا أعتقد أن هذا الاخير يملك الشجاعة الكافية ليأخذ بالإختيار الاول ، وهو الأصلح لنا. وسيمارس عليه مختلف الضغوط كما مرست على زميلنا حمزاوي حفظه الله الذي نتمنى منه العودة الى كنف الزملاء والانضمام الى صف النضال مرة أخرى. غير أنا هذا الاخير كانا اكثر جرأة وفضل الابتعاد على أن يكون خادم مطاع لأصحاب المصالح الضيققة .
أما زملائنا في النقابة الثالثة وهي نقابة السانتيو ربما بحكم أن النقابة التي ينتمو إليها نقابة اكثر إستقلالية من الاول وهذا الوضع يسمح لهم بأخذ مواقف متقدمة في هذا الشأن غير أنه تبقى ماكنة المصالح الاقتصادية منقوصة لآن زملائنا لا يملكون القاعدة الكافية وخاصة أن تنسقيتهم تأسست في ضروف غامضة يشوبها الكثير الشكوك .
وحسب هذه المعطيات فإني أستبعد كل البعد أي أتفاق وإصدار لأي بيان مشترك وسنبقى مختلفين طول بقائنا متشتتين تتلاعب بنا النقبات كما تتلاعب الرياح بأوراق الأشجار في فصل الخريف. ولا خلاص لنا من هذه الفرقة التي تعصف بنا إلا تكوين صرح جديد يقوم على سواعدنا ويروى بعرق جبيننا .