لقد رأيت ومازلت أرى - عشرات من الموظفين يحنون الرؤوس الأسيادهم ، ويتقدمون خاشعين، يحملون ضرائب الذل، تثقل كواهلهم، وتحني هاماتهم، وتلوي أعناقهم، وتُنَكِّس رؤوسهم …. ثم يُطْرَدُون بعد أن يضعوا أحمالهم، ويسلموا بضاعتهم، ويتجردوا من سخصيتهم، ويَمضون بعد ذلك في قافلة الرقيق.
لقد رأيت وفي وسعهم أن يكونوا أحراراً، ولكنهم يختارون العبودية، وفي طاقتهم أن يكونوا أقوياء، ولكنهم يختارون التخاذل، وفي إمكانهم أن يكونوا مرهوبي الجانب، ولكنهم يختارون الجبن والمهانة ….
رأيتهم يهربون من بيان الكرامة كي لا يكلفهم درهماً، وهم يؤدون للذل ديناراً أو قنطاراً، شاهدتهم يرتكبون كل كبيرة وصغيرة ليرضوا المدير والمديرية، ويستظلون بجاههم أو سلطانهم، وهم يملكون أن يَرْهَبَهم هؤلاء جميعــــا..... !