قد يفلت المسؤول الفاسد الكذاب من عقاب الدنيا . ولكنه لن يفلت من عقاب الآخرة وخزيها . وفي الحديث أن المسؤول الظالم يأتي يوم القيامة مكبلاَ مغلولاً لا يفكه إلا عدلــــــــــــه برعيتـــــــــــه أو بمن استرعاه الله عليهم
فخيانة الأمانة خيانة لله ورسوله وعاقبتها وخيمة يوم القيامة على المسؤول أن يراعي حاجات الناس ويقضيها لهم قدر المستطاع لا يفرق بين رعيتـه. وأن لا يحتجب دونهم . وأن يخفض جناحه لهم فلا يظلم ولا يحابي أحد منهم . يقول النبي عليه الصلاة والسلام : قال معاوية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين ، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم ، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة
ويقول عليه السلام في حديث آخر: ما من مســـــؤول يغلـــق بابـــه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة ، إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته
أما الكذب على الناس والدجل عليهم وإيهامهم بأمور كاذبة والادعاء عليهم والتغرير بهم فعاقبة ذلك وخيمة تودي بالمسؤول الى جهنم والعياذ بالله . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، شَيْخٌ زَانٍ ، وزيــــــــر كَــــــــذَّابٌ ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ ) رواه البخاري
أقول أن كل من ولي أمر من أمور الدولة فهو مسؤول : فالمعلم مسؤول عن طلابه والضابط مسؤول عن جنوده . والوزيــــــر مســـؤول عن وزارتــــــه . والأمير مسؤول عن إمارته . ورئيـــــــس الجمهوريــــــة مســـــــؤول عن دولتــــــــه . فمن كذب أو غش أو نافق أو ظلم من كل هؤلاء فليعد لله عذابا في الدنيا قبل الآخرة ....