لدينا حكام يكذبون ولا يبالون.. متى سيرتفع إحساسنا أمام الكذب بشكل عام فيصبح عندنا الكذاب كذاباً و يخسر كل شيء , ان الحاكم عندنا يخاف ان يتعامل بشفافية مع المشاكل والاخطاء، لانه يتصور أن الحديث عن الخطا يجرئ الناس على النقد او ان الحديث عن المشاكل فيشجعهم على محاسبته، وكل هذا خطا في خطا، وان العكس هو الصحيح تماما، فعندما يتحدث عن مشاكل يمنح الفرصة ليبحثوا له عن مبرر لفشله مثلا، يقلب الحقائق فيتحدث عن انجازات غير موجودة ويقدم نسب مغلوطة حتى يوهم الرأي العام وخاصة في المدة الأخيرة التي نعيشها نحن ويعيشها قطاع التربية ، هم يتحدثون عن مشاريع وهمية فقط , ويقولون انهم قدموا خدمات عظيمة للقطاع وهي في حقيقة الواقع أكذوبة لا اساس لها من الصحة وإنما هي ترقيعات فقط .
ان الموطف يحترم الحاكم الذي يحترم عقله ووعيه، وان من دلائل احترام الحاكم لعقل الموظف ووعيه، هو ان لا يكذب عليه ولا يسعى لاخفاء الحقيقة عنه، ولنتذكر دائما بان الحقيقة في عالم اليوم لا يمكن اخفاؤها على الموظفين مدة طويلة، فهناك الاعلام المتربص، وهناك الأصدقاء المخلصين وكل هؤلاء على اتم الاستعداد لكشف الحقائق بصورة او باخرى، فنراهم يسارعون الى اماطة اللثام عنها بمجرد ان يسعى احد الحكام الى اخفائها، إن القضية ليست قضية مغالطات كما قد يتوهّم البعض، بل إنّ الأمر أدهى وأمرّ، تعدّى إلى المساس بالقيـــم الأخلاقيـــة .