مرض التوحد

وقفة وجدانية مع أطفال التوحد
الخبراء يؤكدون على أهمية دمج أطفال التوحد في المجتمع
الواجب الطبيعي تجاه مجتمعنا يحتم علينا تخصيص ولو جزء يسير من وقتنا أو أموالنا أو نفوذنا للمساهمة في دمج أطفال التوحد في المجتمع
ماهو مرض التوحد وكيفية معالجته

التوحّد ( Autism) كلمة مترجمة من اليونانية ومعناها الإنعزال
هي اعاقة تصيب المخ فتنقص من قدرة الاستيعاب لديه
وتؤثر على النمو الطبيعي للطفل وحياته الاجتماعية
تختلف أعراضه من طفل لآخر وهذا راجع للاختلاف الطبيعي بين المصابين
عرف هذا المرض سنة 1943
الأشخاص المصابين بالتوحديصعب عليهم التواصل غير اللفظي
والتفاعل الاجتماعي وفي الارتباط بالعالم الخارجي.
وينتشر عند الذكور اكثر من الإناث
ولكون هذا المرض غير مرئي( الطفل المصاب بالتوحد لا يبدو مريضا لكن يظهر على انه شقي)
فهو غير معروف لدى الكثير من الناس
يمكن للاباء اكتشاف المرض بعد السنة الاولى من عمر الطفل
فإذا لاحظوا أن ابنهم لا يقدر على نطق الكلمات السهلة مثل (ماما بابا)
ولا ينظر في عين الآخرين ولا يبتسم للمداعبة ولا يستجيب عند سماع اسمه
ويرتبط ارتباطا شديدا بلعبة واحدة ولا يستطيع نطق كلمتين حتى سن عامين
فهناك احتمال كبير انه مصاب بالتوحد.
ويمكن تلخيص الاعراض المميزة للتوحد
(قد تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر وبدرجات متفاوتة)
فيما يلي
1-التوحدي يمكن ان يكون انسان كثير الحركة ونشيط جدا
أو يكو ن كسول جدا ويتحرك بصعوبة
2- لديه سلوك غير السوي (كأن يضرب رأسه بالحائط،
أو يعض و يظهر سلوكا عنيفا أو عدوانيا، أو مؤذيا للذات) دون سبب واضح
3-يصر على الإحتفاظ بشيء ما، أو الإرتباط بشخص واحد
4-لديه نقص واضح في تقدير الأمور المعتادة
5-يؤدي حركات مكررة ونمطية بالأيدي أو الأصابع أو الأشياء
6-لا يجيد اللعب التلقائي و الإبتكاري
7-كما أنه لا يقلد حركات الآخرين
8-و لا يقوم بألعاب خيالية أو مبتكرة
9-يصعب عليهم الكلام ويكررون الكلمات كثيرا
.10-لا يتعودون بسرعة على تغييرالروتين
11-الإستجابة غير الملائمة للإستثارات الحسية العادية(مثل الحساسية المفرطة للصوت)
12-فقدان الحوار مع الناس
13-الصوت يكون غير معبرعن مايشعر به
14- عدم وجود ردود فعل لما يجري حوله.
15- الهزهزه
16-عدم التمركز خلال الجلوس على كرسي (عند الأطفال)
17-التحديق في الاشياء او الاشخاص لمدة طويلة دون سبب
18- تتطور اللغة لديهم ببطئ شديد وفي بعض الحالات لاتتطور
19-يستخدمون الكلمات في غير محلها
20-يستعملون الإشارات اكثر من الكلمات
21- لا يقدرون على الانتباه التركيز لمدة طويلة
22-يفضلون الوحدة على قضاء الوقت مع الاخرين
23-لا يهتمون بتكوين صداقات
24-لا يبتسمون و لا يقدرون على النظر في عيون الناس
25-استجابة غير معتادة للأحاسيس كأن يكون حساسا أكثر من المعتاد للمس
26- لا يوجد احساس بالألم (عدم الإحساس بالبرودة والحرارة)
27-تأخر الحواس(الشم- الذوق- اللمس)
28-تجاهل الآخرين حتى يظنونه أصما
إن مسببات مرض التوحد ما زالت غير معروفةولكن يرجعها بعض الباحثين الى
1-خلل ما في أحد أجزاء المخ يؤدي الى العجز وعدم المقدرة على التحكم في السلوك والتصرفات
2- أسباب جينية لم يحدد الجين المسؤول عن هذه الإعاقة
3- البيئة النفسية للطفل
4-الدواء المضر أثناء الحمل
5- يرجح ان لقاح (إم.إم.آر) يزيد من نسبة الاصابة بهذا الداء

يقسم مرض التوحد الى 5 اقسام وهي
1- اضطراب التوحد (Autistic Disorder ):
اضطراب التوحد هو أحد الاضطرابات النمائية الشاملة التي تؤثر
على قدرة الفرد على التواصل اللفظي وغير اللفظي،
وعلى التفاعل مع الناس المحيطين به. إن الأفراد التوحديين لديهم صعوبات في إقامة العلاقات
الاجتماعية وفي فهم مشاعر الآخرين وفهم أفكارهم
2- اضطراب ريت (Rett's Disorder )
عرف باسم اضطراب ريت نسبة الى الدكتور اند رسون ريت (Anderson Rett ) ،
وهو أحد الاضطرابات العصبية التصاعدية والناتجة عن خلل نيورولوجي،
ويتميز بحدوث هذا الاضطراب عند الإناث بشكل أساسي
ويصاحب حدوثه مشاكل حركية واضحة، بالإضافة إلى ضعف واضح في
القدرات العقلية نتيجة للإصابة بتخلف عقلي شديد
3- اضطراب اسبيرجر (Asperger's Disorder ):
تم وصف هذا الاضطراب لأول مرة من الطبيب الألماني الشهير هانز أسبيرجر (Hans Asperger )
في عام 1964، حيث يتميز الفرد الذي يعاني من هذا الاضطراب بوجود قدرات لغوية طبيعية
من الناحية التعبيرية والاستقبالية . لكن تظهر هناك مشاكل في إقامة العلاقات الاجتماعية
الطبيعية وظهور بعض السلوكيات الشاذة. يتميز الأفراد الذين يعانون من اضطراب أسبيرجر
بعدة خصائص مثل: الإصرار على التماثل، والفشل في إقامة العلاقات الاجتماعية المناسبة
وظهور أنماط سلوكية غير طبيعية مثل طقطقة الأصابع أو التلويح بالأشياء لفترات طويلة
والالتزام الشديد بالطقوس الغير وظيفية.
4- اضطراب التوحد الطفولي التفككي (Child Hood Disintegrative Disorder ):
يتضمن هذا الاضطراب مشاكل لغوية واضحة وفقدان مفاجئ للمهارات
التي تم اكتسابها في مراحل الطفولة الأولى.

5- الاضطرابات النمائية الشاملة (الغير محددة) PDD – Not Other Wise Specified :
تظهر هناك بعض الاضطرابات التي يتميز أفرادها بمجموعة من السلوكيات النمطية
والتأخر الواضح في القدرات اللغوية والمهارات الاجتماعية

علاج التوحد
لا توجد طريقة أو دواء بعينه بمفرده يساعد في علاج حالات التوحد
وانما عدة علاجات منها التي بالدواء اوالعلاج النفسي
العلاج بالادوية
يوجد عدداً من الأدوية لها تأثير فعال في علاج سلوك الطفل الذي يعانى من التوحد
كفرط لنشاط القلق نقص القدرة على التركيز الاندفاع
و الأدوية تخفف حدة هذا السلوك حتى يستطيع الطفل أن يمارس
حياته التعليمية والاجتماعيةبهدوء
وادوية اخرى تثبط وتخفف السلوك المتكرر التهيج والاستثارة السلوك العدائى
تحسن ملحوظ في الاتصال العيني مع الآخرين والاستجابة لمن حولهم.
وهناك أدوية مضادة للاضطرابات العقلية (الانفصام في الشخصية) وهي تقلل
من فرط النشاط. السلوك العدوانى. السلوك الانسحابى وعدم المواجهة
مثل: (لوزابين _(lozapine )ريسبيريدون ( Risperidone )أولانزابين ( Olanzapine )كويتيابين( Quetiapine )
وادويةاخرى هي للأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه و فرط النشاط
مثل:ميثيل الفينادات ( methyl phenidate ).Adderall
وهناك طريقتين تتبع للعلاج هي
طريقةلوفاس Lovaas :
وتسمى كذلك بالعلاج السلوكي Behaviour Therapy حيث تقوم النظرية السلوكية
على أساس أنه يمكن التحكم بالسلوك بدراسة البيئة التي يحدث بها والتحكم
في العوامل المثيرة لهذا السلوكباعتبار ان لكل فعل ردة فعل
طريقةفاست فورورد FastForWord :
وهو عبارة عن برنامج إلكتروني ويعمل على تحسين المستوى اللغوي للطفل
المصاب بالتوحد توضع سماعات على أذني الطفل، بينما هو يجلس أمام شاشة
الحاسوب ويلعب ويستمع للأصوات الصادرة من هذه اللعب.
ينمي جانب اللغة والاستماع والانتباه

يوجد نسبة كبيرة من المصابين بالتوحد صنفوا على انهم خارقي الذكاء
وتميزوا في عدة مجالات من باحثين الى موسيقين وعلماء
ودكاترة في الجامعات وهذا راجع لكيفية التعامل معهم
ولاكتشاف اصابتهم مبكرا
ان التشخيص المبكر للمرض والتكفل بهم بالطريقة الصحيحة
يمكن ان يعطي نتائج ايجابية فمنهم من لديه قدرات رسم غير عادية
واخرين لديهم قدرات الموسيقيةعجيبة ويوجد من لديهم قدرة حساب التقويم ويقومون بها
بسرعة فائقة و بسرعة تفوق سرعة المختصين في الرياضيات.
و منهم من لديه القدرة على إجراء (الجمع، الطرح، الضرب، القسمة) بسرعة فائقة
ومنهم من لديه القدرة على تجميع أجزاء الألغاز المصورةالمعقدة
إن هذه المواهب والقدرات الفائقة يبقى لغز غامض ويعتقد ان التدريب
المكثف هو السبب لكن المعضلة ان تلك القدرات تظهر في سن مبكرة جدا
توجد قائمة طويلة للمصابين بالتوحدالذين لديهم قدرات خارقة ومعدل
الذكاء أعلى من الطبيعيواصبحو نوابغ في مجالات مختلفة مثل
العلوم والرياضيات والادب والرياضة وبعضهم أصبح مخترعا
وعالما سجلوا اسماؤهم في التاريخ منهم على سبيل المثال :
البرت انشتاين
هو مصاب بمتلازمة اسبيرغر "Asperger Syndrome "،ويعتبرهو مكتشف النظرية النسبية
، وأكبر عبقرية في التاريخ، فلقدلاحظوا الكثير من أعراض التوحد في حياته وسلوكه،
فهو لم يبدأ النطق إلا في الرابعة من العمر، وظل حتى التاسعة عاجزا عن استخدام اللغة
للتعبير عن رأيه، كما كان يعاني من أحلام اليقظة
اسحق نيوتن
عالم إنجليزي، فيزيائي، ورياضي.
يعتقد الباحثين ان العالم المشهور اسحق نيوتن
كان مصابا بطيف التوحد (اسبرجر) .
بتهوفن الموسيقار الاصم
يعتقد الباحثون انه كان مصاب بسمات التوحد
أصبح أشهر موسيقي في العالم، أصيب بالصمم في شبابه
ومع ذلك فقد أبدع في مجال التأليف الموسيقي،
بل وألف أروع مقطوعاته بعد إصابته بالصمم،
ريتشادر بورشيردز :
متخصص في علم الرياضيات والجبر, و يعمل
كأستاذ رياضيات في جامعة كاليفورنياوهو يعاني من متلازمة اسبرجر

ستيفين ولتشير :
رسام معماري, تم تشخيصه بالتوحد,في سن الثالثة
كان متعلقا بالسيارات والرسم المعماري,

تميل جراندين :
أستاذ مساعد في جامعة ولاية كالورادو في الولايات المتحدة الأمريكية,
تم تشخيصها بالتوحد بعد سنوات من تشخيصها بإصابة دماغية,
تعتبر من المدافعين عن التوحد, لها العديد من المحاضرات والمقالات والكتب عن التوحد.

هينري كافيندش:
عالم بريطاني, كان اغلب الوقت صامتاً ومنعزلاً عن الآخرين وغريب الأطوار
, وليس لديه أية علاقات اجتماعية خراج نطاق أسرته,
يشك بأنه يعاني من متلازمة اسبرجر.
جلين كلود :
عازف بيانو كندي يعتقد بأنه مصاب بمتلازمة اسبرجر
والتي قد يكون لها دور في عبقريته الموسيقية.

جان بياجيه :
بروفسور في علم النفس له العديد من النظريات في علم النفس.
واكيد ان غيرهم كثير لم يعرفوا

لهذاعند ملاحظة موهبة عند المصاب بالتوحد يجب تنميتها
وتشجيع الطفل على تطويرها

من افضل ماقيل عن مرض التوحد في يوميات أم لطفل مصاب بالتوحد
التوحد هو بلورة من الكريستال دخلها ابني لتعزله عني وعن العالم
، وكأنه في كوكب آخر ، فلا نظرة من عينه إلى عيني ،
ولا إشارة تصحبني فيها أصبعه ، لم يرد ولا لعبة نشاطر فيها الخيال
، ولا قبلة أشعر معها بطعم الدنيا ، كم تمنيت أن اكسر تلك البلورة
وأخرج منها صغيري .... أهزه ... أهزه بعنف لعله يعود من منفى توحده
، وعندما يأست قررت أن اخترق البلورة وأدخل عالم التوحد بحثاً عن ابني .
.

» التوحد حول هاته المطالب