نحن في سيدي بلعباس شرعنا في الإضراب منذ 08سبتمبر 2014 بقرار جماعي من المجلس النقابي الولائي الموسع
حيث أننا نجتمع كل يوم خميس لتقييم هذا الإضراب والتصويت على المواصلة بكل حرية وبدون أي ضغوطات
والدليل أن هناك زملاء رفضوا الإضراب وكان عددهم 12 زميلا ،حيث سحبوا الأموال وقاموا بتسديد 3000دج
لإرضاء اسيادهم لكن هذا لم يؤثر فينا ولم يستطع أي كان أن يجبرنا على التنازل عن حقوقنا المشروعة والحمد لله
وبعد شهرين ها هي الوزيرة تعترف بشرعية مطالبنا معلنة ذلك عن طريق وكالة الأنباء الجزائرية أمام الرأي العام
وهي الآن تدرك جيدا الغبن الذي تعرضنا له منذ سنوات طويلة ولم نلق آذانا صاغية وكنا نحاور حوار الطرشان
واكتشفنا ان الوزراء المتعاقبين كانوا كلهم ضحية مغالطات وانعدام الكفاءة وروح المسؤولية لديهم وهذا ما قاله بن بوزيد
في احدى جلسات الحوار أمام الزملاء معترفا بأن المعلومات التي عنده خاطئة وراح يلوم مساعديه أمام ممثلينا .
وما دمنا مواصلين للإضراب عن طريق التحدي للمناورات والعزيمة القوية والصبر على المكاره فلا أن نصمد جميعا
الى غاية تحقيق مطالبنا كاملة غير منقوصة وعدم الرجوع أو الاستسلام لأي ضغط كان أو تخويف لأننا على حق
وإن تهديد الوزارة بحرماننا من الترقية فهو ضرب من الخيال وهو حق مشرع قانونا ومنطقا لأن هذا العدد من المناصب
جاء نتيجة اضرابنا والحاحنا على ضرورة تحسين أوضاعنا المهنية والمادية وليعلم الجميع أن ولاية سيدي بلعباس ولأول مرة
تعلن المديرية عن 21 منصبا للترقية الى رتبة مقتصد و06 مناصب لمقتصد رئيسي في حين أن الزملاء كلهم محرومون
من الترقية الى منصب مقتصد منذ 20سنة أو أكثر وكانت المديرية لا تفتح مجال الترقية إلا في رتبة نائب مقتصد مسير فقذ
وبعدد هائل يصل الى 22 منصبا الشيء الذي اثار غضب كافة الزملاء عبر الولاية وتدخلنا كمكتب نقابي لمراسلة المديرية
عدة مرات وعقدنا جلسات مع السادة مديري التربية لكن بدون جدوى حتى اكتشفنا بأن الزملاء في بعض الولايات المجاورة
يستفيدون من حقهم في الترقية بسرعة البرق ونحن الآن متأخرون عنهم بكثير في مجال الترقية وهذا ناتج عن سوء استغلال
مخطط تسيير الموارد البشرية سابقا بسبب عدم الإختصاص وعدم الكفاءة والتكوين لأن المشرفون هم مدرسون أو مديرون
فكانوا يهتمون بتوفير مناصب للترقية في رتبة مدير أو مستشار في التربية أو ناظر لكل مؤسسة في حين أن التعليمات التي
تحدد شروط فتح المناصب القاعدية واعداد الخريطة واضحة وضوح الشمس ولازالت سارية المفعول لكنهم يتعمدون
في خرقها وعدم احترامها خدمة للمآرب الشخصية وخدمة لزملائهم فقط .وانا استغرب وأتعجب كثيرا من رقابة الوظيف العمومي
والمراقب المالي حول الحرص على تطبيق هذه التعليمات التي تحدد شروط ومقاييس فتح المنصب المالي في رتبة معينة .
مثلا : إن مقاييس فتح منصب ناظر ومستشار في التربية فهي تخضع لعدد الأفواج وعدد التلاميذ لأنها ليست مناصب قاعدية
ولا يمكن فتحها عند فتح مؤسسة جديدة فلماذا يوافق المراقب المالي على فتح هذه المناصب ؟ وهل لديه اطلاع على
هذه التعليمات ام لا ؟ ألا يعلم بأنها مناصب غير قاعدية ولابد من احترام المقاييس لأنها تكلف خسارة للخزينة العمومية
لكونها رتبا في الصنف 13 و14 وقد اجرينا دراسة سابقا بصفتي كأمين عام لنقابة المقتصدين واطار نقابي بناء على
عدد الإفواج وعدد التلاميذ لكل ثانوية عبر الولاية في سنة 2010 مع مقارنتها مع شروط ومقاييس المنشور الوزاري
فكانت الحصيلة بعد التدقيق أن ولاية سيدي بلعباس لا تحتاج إلا 05 مناصب برتبة ناظر فقط وأن 32 منصبا فائضا لابد
أن نصدرها الى ولايات أخرى لكون هذه الثانويات لا تتوفر على أكثر من 20فوجا دراسيا وهي المقاييس القانونية المححدة
قانونا رغم التحايل برفع التقديرات المزيفة المتمثلة في فتح أفواج إضافية أحيانا تقل عن 25 تلميذا في المؤسسات الحديثة
وقد كنت في ثانوية جديدة تعمل ب10 أفواج لأتزيذ عن 30 تلميذا في القسم من بينهم فوجين في التقني رياضي بهما
06 تلاميذ لكل فوج فقط ورغم هذا فإن المديرية فتحت منصب ناظر ومستشار في التربية لتعداد شامل للتلاميذ وهو
117 تلميذا في البداية أليس هذا تجاوز وفساد اداري ومالي ؟ لماذا لا توفر المديرية مناصبا للتسيير المالي لكل
مؤسسة حتى نستغني عن التسيير الملحق ونتجنب تكليف مسييرين لتولي هذه المهام الصعبة .
أنا أتساءل لماذا ولاية تموشنت أستطاعت أن تقضي على التسيير الملحق رغم أنها ولاية صغيرة ؟
ولماذا تفتح مناصب للترقية في رتبة مقتصد ومقتصد رئيسي بولاية اخرى لمساعدة المسييرين وتشجيعهم للترقية
رغم انه حق مشروع ؟ لماذا حرمان أكثر من 50 زميل من الترقية الى رتبة مقتصد منذ سنوات طويلة ومنذ
التسعينات الى غاية هذه السنة ؟ هناك زملاء لديهم خبرة طويلة في منصب نائب مقتصد حرموا من الترقية
قبل القانون الأساسي 2008 وأجبروا بعد ذلك الى الترقية في منصب ن/مقتصد مسير فقط ومنهم زملاء
عينوا في سنة 1987 في رتبة نائب مقتصد في حين أن نفس الزملاء في ولاية وهران ومستغانم وتموشنت وتيارت
والشلف وغيرها هم كلهم الآن استفادوا من الترقية الى رتبة مقتصد رئيسي منذ سنوات وهم الآن يحضرون للمشاركة
في المسابقة لوظيفة مفتش للمالية ، فنحن في سيدي بلعباس دفعنا الثمن غاليا وكنا نعمل بكل إخلاص وأمانة وشاركنا
في تحسين المردودية والنتائج المدرسية رغم الإقصاء والحرمان .
ولذا نوجه نداءنا للوزيرة ونقول لها أننا مذبوحون في هذه الولاية فلا داعي للسلخ مرة اخرى .
انا شخصيا تعرضت الى تهديدات ارهابية خطيرة في منطقة تدعى كابول أنذاك وهي بلدية لمطار وهي معقل الإرهابي
الخطير قادة بن شيحة دكانه مقابل باب الثانوية وعدد هائل من أفراد هذه الجماعات من هذه المنطقة اقتحموا الثانوية
ليلة 26جانفي 1994 فخربوا وسرقوا وخربوا مكتبي ومكتب المدير بالطابق الأول وسألوا الحارس عنا فلم يعثروا علينا
ثم اقتحموا بعد ذلك عمارة السكن في شهر رمضان بعد صلاة التراويح واعدموا جاري ذبحا وهو سوري الأصل ولم يتمكنوا
من العثور علينا وكانت لدينا 650 تلميذا بالطعم ولم نتوقف ولو يوما واحدا والسلطات الأمنية والمحلية تعرف ذلك .
ثم راسلونا برسائل مطبوعة بالإعلام الآلي عبارة عن اعذار لتوقيف الدراسة وغلق الثانوية لأسباب تافهة سنة1995
تزامن ذلك مع تفجير محافظة الشرطة وسط الجزائر العاصمة اتذكر ذلك بسبب وقوفنا دقيقة صمت ترحما على ارواح الشهداء
الضحايا وكانت 03 ثانويات تعرضت للتهديد بالإعدام منها ثانويتين 02 قررتا التوقف عن الدراسة لخطورة الوضع
وهما ثانوية سيدي ابراهيم وثانوية سفيزف اما نحن بثانوية لمطار لم نتوقف عن التدريس والعمل واخطرنا مدير التربية
والجهات الأمنية بالمراسلة الخطيرة الموقعة من طرف الأمير الجهوي بالخاتم والإسم وتحدينا الموقف رغم أنني كنت مراسلا صحفيا
لدى جريدة الجمهورية وكنت أكتب الأحداث الإرهابية التي تقع من حين الى آخر ورغم عدم وجود مدير للثانوية بسسب
انتقالة نتيجة التهديدات وخطورة المنطقة وعشنا 07 سنوات تحت رحمة الرعب والتهديدات وسيلان الدماء كل ليلة
وتعرضنا الى صدمات نفسية خطيرة ولم نجني بعدها هذه التضحيات في سبيل الوطن إلا بطاقة الشفاء ومرض مزمن
بنسبة 100بالمائة ولا زلنا نعاني من آثار تلك المرحلة . فهذا باختصار مثال عن شخص واحد فقط فكم من شخص
تعرض الى نفس المعاناة في ظروف كان يتهرب فيها الجميع من المسؤولية ؟
والآن ننتقل من مرحلة الإرهاب المسلح الى مرحلة الإرهاب الإداري من طرف أشخاص كانوا سعداء في تلك المرحلة الخطيرة .
ولذا انصح جميع الزملاء أن لا تتنازلوا عن حقكم في الترقية لنها مساومة وتخويف فقط.
وأقول للوزارة والحكومة لقد كانت من قبل موجة من احتجاجات الأساتذة والمعلمين وتوقيف الدراسة لأشهر طويلة لكن الوزارة في الاخير
سارعت الى تسوية المطالب والموافقة الى ترقيتهم الى مناصب مستحدثة كأستاذ مكون ورئيسي واستفادة المديرين من الرتبة عوض المنصب العالي
وأقرت الوزارة انذاك بفتح أكثر من 26000 منصبا مستحدثا في رتبة استاذ مكون الصنف 16 بدون مزاولة هذه المهام في ميدان التطبيق
وخرج منهم أكثر من 16000 للتقاعد بسبب استفادتهم من مبالغ مالية ضخمة بعد اضرابهم الطويل وتدخلت الوزارة لتحديد العتبة
أنذاك بدروس الثلاثي الأول فقط لأنني كنت في الميدان وأعرف جميع اسرار القطاع ولا تستطيع الوزارة أن تواجه اضراب الأساتذة
لأنهم يشكلون قوة لا تهزم . وأخيرا نقول أننا طلاب حق ولسنا من هواة الإضراب لأننا مدمرون معنويا وماديا .
فالإحصائيات الحقيقية للإضراب في ولاية سيدي بلعباس فنقول للزملاء الحقيقة فأن المؤسسات المضربة فهي :
66 متوسطة +37 ثانوية على مستوى الولاية وهي احصائيات رسمية حتى لا يكون هناك غموض أو تأويل .
نحن في انتظار تلبية مطالبنا من الحكومة والله ولي التوفيق .