عاصمة السخافة
تمضي الثقافة
تتيه قسنطينة
و تنزع لحافا
في عام السخافة
يغوص القصر المزيف
عميقا في الطينة
و يبكي الشريف
طهر المدينة
و يغزو الأعراب
دعاة العروبة
أصحاب الجنابة
الدروب العفيفة
و تأتي الوحوش
من كل غابة
لأكل ما ساب
من مال الغلابة
و تعلو النسور
سماء المدينة
و تهجر طيور الحمام
و يحل الغراب
و تمضي الثقافة
تغطى الحقيقة
و تطغى الخرافة
يسود الأريب
و يضحى الأديب غريبا
و يضيع العقيق
في الصخر العتيق
و يمسي العريق غريقا
في الوادي العميق
و تبحث عن قرط قرطا
فيبدو خيالا
كفلم في سرتا
و يبكي يوغرطة
و يتيه الشريف
ضمن الأزقة
و يسود الرقيق
تغور المعالم
و يغزو الضباب الطريق
و يشب الحريق
فتذوي الزهور
و تزهر قبور
و تعلو الجسور
فضاء الفجور
و تأسى الصخور
و تمضي الثقافة
ابن باديس تنصنت
هل للدين همسا؟
و ابن نبي تأمل
هل للفكر درسا؟
باي أحمد
يا من دوخت فرنسا
تعالى تفقد
فقد أتوا
على آخر فلسا
فما للدين بالأصل أسا
و لا للفكر حرسا
وما بقي من المال حلسا
حماة لصوصا
نذالة و خسة
لا ترى
سوى غشا و دسا
عيون تنظر
و ألسن خرسا
لمثل هذا
يذوب القلب من كمد
و يدمى الفؤاد
و يأسى
شلغوم العيد
يوم السيت 18 أفريل 2015
رشيد صبيع