هذه قصة عشتار مع الفتى عمار
ورد في الأخبار
أن امرأة تدعى عشتار
تدير لفيفا من الأحبار
في الأصل عصابة من الأشرار
تغتصب حق جماعة الأنصار
يمثلهم الأخ الفاضل عمار
متعدد المواهب متعدد الوظائف ،
بموجب قرار
من عون نظافة ، مزيل للأقذار
خبير تغذية ، يوازن بين اللحم و الخضار ،
و يؤكد على الإفطار
قيم مصلح للأوزار
مسؤول عمال و أمين ادخار
عون أمن مكلف بالإنذار
يقطع الأقطار و يجوب الأمصار
و يجلب للتلاميذ الأسفار
وكيل محاسب من مدير يدار
أمر غريب ،لكن هذا الذي صار
مقتصد و كأنه قد من أحجار
يكلف عند الحاجة ، بشؤون الجار
بالسخرة و الإجبار
بدون درهم و لا دينار
يعمل بدون كلل ، ليل نهار
من الصبح للأسحار ، كأنه جرار
و إن تململ فالإنذار
و إن أضرب احتجاجا على ما لحقه من أضرار ،
فالإعذار
يقبع في الظل ، بعيدا عن الأنظار
إن أخطأ لا أحد يلتمس له الأعذار
و إن أحسن ينسب خيره للأغيار
من المديرين الشطار
يا ستار ما هذا العار؟
مجمل القول: بطل مغوار رجل بأعشار
يقوم بكل الأدوار،
مخرج ، ممثل ، و صوار
يشيع الدفئ في اليوم القار
مكيف في اليوم الحار
هو من يطفئ الأوار و يشعل الأنوار
يطير مع الأطيار
و يغوص في البحار
يستخرج الدر من المحار
بحار ، يقود السفينة في الأخطار
يسبر الأغوار ، و يخرج الماء من الآبار
يرعى الغنم و يتحول إلى جزار
يذبح شاة ليطعم عشتار
يدبغ الجلود، ينسج الأوبار
يحلب الأبقار
يغسل أدران البيت و يضع الأستار
يصفف ينظف ، يزيل الغبار
ينزع العشب الضار ، و يزرع الأزهار
كل هذا و الأجرة ريح و أصفار
في أرضنا لا مكان للنملة بل للصرصار
و المال ينفق على الطبلة و المزمار
و الرقص و تحريك الأخصار
مطالبك يا ولدي تلهب الأسعار
و ترفع الزئبق في المحرار
و تقصف الأعمار
و تحيل الأرض أقفار
سيبث في أمرك بعد حين يا مهذار
و بإيعاز من مستشار
من أفجر الفجار
راودت المرأة أفكار
ما دام الفتى يعمل ، و راض بالأقدار
سأجرب و أمنع عنه القوت إلا بمقدار
و أنظر ما يقرر و ما يختار
لم يحتج لم يضرب و لم يحتار
و ظل يعمل كأنفار
لم يتحول لذئب
ظل أمينا يحفظ الأسرار
لم يغطف الشاةو لم يسرق المليار
و بعد فترة إنهد وخار ،
مات من الجوع عمار
و كان بلاغ الوزارة
قضاء و قدر هي الأعمار
هل نحتج على الجبار؟
كل ما في الأمر
أنه لما ألف العمل انهار!!!
كدأبهم دائما جحود و إنكار
فالله ينصر بالعدل الكفار
و ينذر المؤمن الجائر بخراب الدار
إلا أن الحياة أطوار
و الأيام دول و الزمن دوار
سيجرفهم سيل الأنهار
و يدك قلاعهم ريح الإعصار
فمصير كل ظالم جار
هلاك (على شفا جرف هار)
و خلود في النار
و جمال عشتار
و هم لم يبق منه إلا قبح الآثار
و بقايا أشعار
باختصار ، هذه قصة عشتار
مع الفتى عمار
للذكرى و الدرس و الاعتبار
(لمن الملك اليوم ، لله الواحد القهار)
شلغوم العيد
يوم الجمعة 06 أكتوبر 2015
رشيد صبيع