بعد تجميد عملية التوزيع من قبل وزيرة التربية
ديوان المطبوعات المدرسية يرفض إعادة طبع كتب "الجيل الثاني"
الكتب وزعت ثم سحبت في 18 ولاية وخسارة تقدر بـ 31 مليار سنتيم
"لجنة المصادقة" لم تطلع على الكتب الجديدة..
رفض الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية إعادة طبع كتب "الجيل الثاني" الموجهة لتلاميذ السنتين الأولى والثانية ابتدائي والسنة أولى متوسط، بسبب الخسارة المالية الكبيرة التي تكبدها، عقب عملية سحب الكتب من 18 ولاية بعدما تم توزيعها.
فيما أكدت مصادر مطلعة لـ"الشروق" أن هذه الكتب الجديدة لم تمر على "لجنة المصادقة" التي يخول لها القانون دون غيرها على إعطاء الضوء الأخضر لعملية الطبع.
و أضافت، المصادر التي أوردت الخبر، أن الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية وبعد انتهائه من توزيع الكتب الجديدة المعروفة باسم "الجيل الثاني" عبر 18 ولاية، في انتظار استكمال العملية عبر باقي الولايات، تلقى أوامر من قبل الأمين العام للوزارة في نفس الفترة أي بعد 48 ساعة، تحثه على ضرورة سحب تلك الكتب، وإعادة طبع كتب أخرى في الوقت بدل الضائع، وهو الأمر الذي رفضه الديوان جملة وتفصيلا لعدة أسباب أبرزها هو الخسارة المالية الكبيرة التي تكبدها في هذه الصفقة و التي قدرت ب32 مليار و900 ألف، على اعتبار أن عملية الطبع قد أسندت لمطابع خاصة وتستحيل بذلك تغطية التكلفة الإجمالية للخسارة في "زمن التقشف"، وكذا نظرا لضيق الوقت على اعتبار أنه لم يعد يفصلنا عن الدخول المدرسي المقبل والتحاق التلاميذ بأقسامهم سوى 16 يوما فقط. و هو ما يعني بحسب مصادرنا إمكانية إعلان الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية عن إفلاسه بسبب هذه الصفقة.
وأكدت، مصادرنا أنه إضافة إلى الحجة المعلنة وهو أن الغلاف الخارجي للكتب لم يعجب المسؤولية الأولى عن القطاع، إلا أن هناك أسبابا أخرى خفية وعميقة أدت إلى وراء سحبها، كون أن هذه الكتب الجديدة لم تمر على "لجنة المصادقة" التي تعد لجنة مستقلة تضم مفتشي التربية الوطنية للمواد وذوي الاختصاص، والتي يخول لها القانون دون غيرها على إعطاء الضوء الأخضر لعملية الطبع، رغم أن مثل هذه الإجراءات كان من المفروض أن تتخذ 6 أشهر كاملة قبل الشروع في عملية الطبع.
وفي نفس السياق، شددت المصادر نفسها، على أن "أمر الطبع" قد صدر "بسند مكتوب" من قبل مسؤولين بالوزارة، بمعنى أن الوزيرة بن غبريط كانت على علم بالعملية خاصة وأنها كانت تتابع شخصيا كل الخطوات وبدقة متناهية، بمعية المفتش العام للإدارة ومستشارها الخاص فريد بن رمضان. ليبقى قرار سحب الكتب من الولايات بعد توزيعها سابقة خطيرة لمصالح بن غبريط تضاف إلى أخطائها السابقة