دروس وعبر من القصص القرآنى
قصه يونس عليه السلام
سوف نقف بإذن الله تعالى مع بعض الدروس والعبر المستفادة من قصة النبي يونس ـ عليه السلام ـ
كلنا نعرف قصة سيدنا يونس ـ عليه السلام ـقال - سبحانه -: ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾ [الصافات: 139 - 148].
لذلك سوف نرى الدروس والعبر المستفادة من القصة
ـ أن السر في نجاة يونس عليه السلام وكشف غمّته كان مبيّنا في القرآن :
﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصافات: 143، 144]
والتسبيح هنا ليس حال كونه في بطن الحوت فقط وإنما هو حكاية عن حال يونس ـ عليه السلام ـ الدائمة فحياته كانت تسبيحا وطاعة وعبادة ، فلما سبّح في بطن الحوت كان تسبيحه في هذا المكان إمتدادا لتسبيحه في حياته السابقة ,
أن الفرَج مع الكرب، وأنَّ مع العسر يسرًا؛ قال - تعالى -: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾[الأنبياء: 87، 88].
قال المفسرون: الظلمات ثلاث: ظُلمة البحر، وظُلمة الليل، وظُلمة بطن الحوت.
قال - تعالى -: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾
ـ ومن عبر القصة أيضا : أن الأعمال الصالحات في أيام الرخاء ترافق العبد في شدته وتكون سببا بعون الله في إزالة كربته ورفع محنته ومصداق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس :" تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " فيونس ـ عليه السلام ـ عرف ربه في رخائه فعرفه ربه في شدته حين دعاه
استجابة الله لدعاء المؤمن؛ فإن يونس لما دعا ربَّه والتجأ إليه، كشف الله عنه هذه الغُمَّة، قال - تعالى -: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88]، وقال - تعالى -: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62].
لطْف الله - تعالى - بعبده؛ فإن يونس لما قذفه الحوت على الشاطئ وهو مريض، أنبت الله له شجرة اليقطين، قال بعضهم: هي القرع، ورقها في غاية النعومة، وكثير وظليل، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره، نيئًا ومطبوخًا، وبقشره وبزره أيضًا.
قدرة الله - تعالى - المطلقة، قال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82]، وهو - سبحانه - الذي أمر الحوت ألاَّ يأكل له لحمًا، ولا يهشم له عظمًا
ـ أن الإيمان مخرجٌ من الفتن وسبب للنجاة من البلاء والمحن ، فقد نجى الله عبده يونس من كرباته ثم وعد فقال :
﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88]
وحين آمن قوم يونس كان ذلك الإيمان دافعا عنهم سوء العذاب المنتظر
﴿ إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
ـ وفي قصة يونس ـ عليه السلام ـ رسالة لكل داعية ومربٍّ ومصلح وأب ، ألا ييئس ولا يضيق من دعوته وتوجيهاته فهذا يونس ـ عليه السلام ـ غاضب قومه حين جفوا دعوته ثم عاد إليهم مرة ثانية وواصل مشروعه الاول فكان نتيجته : آمن قومه أجمعون , وفي هذا دلالة وإثارة أن الدعوة والنصيحة والتوجيه ليست جولة واحدة بل هي جولة وجولات فقد لا يكون للكلمة المشفقة أثر في مهدها ، ولكن مع الصدق والصبر يفتح الله للكلمات الناصحة مغاليق القلوب ,
ـ أن الصبر على البلاء مما يزيد العبد رفعة عند ربه فهذا يونس ـ عليه السلام ـ رفع الله ذكره بعد أن ابتلاه , فالتف عليه قومه وآمنوا به وصدقوا دعوته وساروا على شريعته
Photo : دروس وعبر من القصص القرآنى
قصه يونس عليه السلام
سوف نقف بإذن الله تعالى مع بعض الدروس والعبر المستفادة من قصة النبي يونس ـ عليه السلام ـ
كلنا نعرف قصة سيدنا يونس ـ عليه السلام ـقال - سبحانه -: ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾ [الصافات: 139 - 148].
لذلك سوف نرى الدروس والعبر المستفادة من القصة
ـ أن السر في نجاة يونس عليه السلام وكشف غمّته كان مبيّنا في القرآن :
﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصافات: 143، 144]
والتسبيح هنا ليس حال كونه في بطن الحوت فقط وإنما هو حكاية عن حال يونس ـ عليه السلام ـ الدائمة فحياته كانت تسبيحا وطاعة وعبادة ، فلما سبّح في بطن الحوت كان تسبيحه في هذا المكان إمتدادا لتسبيحه في حياته السابقة ,
أن الفرَج مع الكرب، وأنَّ مع العسر يسرًا؛ قال - تعالى -: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾[الأنبياء: 87، 88].
قال المفسرون: الظلمات ثلاث: ظُلمة البحر، وظُلمة الليل، وظُلمة بطن الحوت.
قال - تعالى -: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾
ـ ومن عبر القصة أيضا : أن الأعمال الصالحات في أيام الرخاء ترافق العبد في شدته وتكون سببا بعون الله في إزالة كربته ورفع محنته ومصداق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس :" تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " فيونس ـ عليه السلام ـ عرف ربه في رخائه فعرفه ربه في شدته حين دعاه
استجابة الله لدعاء المؤمن؛ فإن يونس لما دعا ربَّه والتجأ إليه، كشف الله عنه هذه الغُمَّة، قال - تعالى -: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88]، وقال - تعالى -: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62].
لطْف الله - تعالى - بعبده؛ فإن يونس لما قذفه الحوت على الشاطئ وهو مريض، أنبت الله له شجرة اليقطين، قال بعضهم: هي القرع، ورقها في غاية النعومة، وكثير وظليل، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره، نيئًا ومطبوخًا، وبقشره وبزره أيضًا.
قدرة الله - تعالى - المطلقة، قال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82]، وهو - سبحانه - الذي أمر الحوت ألاَّ يأكل له لحمًا، ولا يهشم له عظمًا
ـ أن الإيمان مخرجٌ من الفتن وسبب للنجاة من البلاء والمحن ، فقد نجى الله عبده يونس من كرباته ثم وعد فقال :
﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88]
وحين آمن قوم يونس كان ذلك الإيمان دافعا عنهم سوء العذاب المنتظر
﴿ إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
ـ وفي قصة يونس ـ عليه السلام ـ رسالة لكل داعية ومربٍّ ومصلح وأب ، ألا ييئس ولا يضيق من دعوته وتوجيهاته فهذا يونس ـ عليه السلام ـ غاضب قومه حين جفوا دعوته ثم عاد إليهم مرة ثانية وواصل مشروعه الاول فكان نتيجته : آمن قومه أجمعون , وفي هذا دلالة وإثارة أن الدعوة والنصيحة والتوجيه ليست جولة واحدة بل هي جولة وجولات فقد لا يكون للكلمة المشفقة أثر في مهدها ، ولكن مع الصدق والصبر يفتح الله للكلمات الناصحة مغاليق القلوب ,
ـ أن الصبر على البلاء مما يزيد العبد رفعة عند ربه فهذا يونس ـ عليه السلام ـ رفع الله ذكره بعد أن ابتلاه , فالتف عليه قومه وآمنوا به وصدقوا دعوته وساروا على شريعته