جواء عيد الأضحى في الجزائر
فرحة “العيد الكبير”
تبدأ طقوس العيد قبل اسبوع على قدومه ..
يبدآ بتجهيز المنزل للمناسبه وهو مايسمى بالتخمال وهو غسيل ونفض
اثاث البيت بالكامل وشراء التوابل
من السوق الشعبي وتجهيزها ليتبل بها لحم الضحية
ثم شراء السكاكين والسواطير او تسنينها عند السكاكين
لتقطيع اللحم
وتلبية باقي الاحتياجات شراء الفحم
والمجمر اي الكانون للشواء
يوم العيد
بحلول يوم عيد الأضحى “العيد الكبير”
كما يسميه الجزائريون بعد عيد الفطر الذي يُعرف ب: “العيد الصغير”،
يتزين الجميع بلبس الثياب الجديدة التي يُحتفظ بها خصيصا
لهذه المناسبة الكبيرة، حيث جرت العادة عند الرجال في
هذا اليوم ارتداء
الجلابيب والعباءات البيضاء،
وبعد صلاة العيد التي تُقام بالمصلى
أو الفضاءات الكبيرة أو بالمساجد تُتبادل الزيارات السريعة
بين الناس قبل ذبح الأُضحية،
ويحرص الكثير من الجزائريين على الإنتظار قليلا حتى يذبح الإمام
الذي صلى بهم صلاة العيد لكي يذبحوا بعده.
وبعد عودة الرجال من صلاة العيد وقبل ذبح أضحية
العيد تقوم النسوة بوضع بعض من الحناء على رأس الأضحية
وهو تقليد منتشر في مختلف مناطق البلاد تقريبا
وهي دلالة على التيمن والإحتفاء بالأضحية.
و يستمر عيد الأضحى في الجزائر ثلاثة أيام: يوم “الشوا” أي الشواء، ويوم”الريوس” أي رؤوس الأضاحي، ثم يوم “القديد”.
وقد اعتاد جل الجزائريون ألا يأكلوا من لحم الأضحية في اليوم الأول للعيد،
فبعد تفريغ جوفها والظفر بالكبد الملفوف بالشحم مشويا
وهو ما يطلق عليه أو “الملفوف” أو “بولفاف”
مع طحال معمر أي محشي ومشوي،
كأول وجبة يوم العيد، حيث يقتصرون في هذا اليوم على الشواء
بتجمع أفراد العائلة حول الموقد أو “المجمر”
ويأكلون الشواء مع الشاي، وفي بعض المناطق يأكلون أيضا بعد الشواء
معدة الخروف “الكرشة” أو “الدوارة” كما تسمى بالجزائر
أو على مائدة العشاء،
ويسمى طبقها بعد الطهي “التقَليَة”.
ويعلق الخروف في مكان ذبحه لمدة 24 ساعة
لينشف لحمه وهو المتعارف عليه في بعض مناطق الجزائر
وفي اليوم الثاني
بعد أن يكون قد تم إزالة شعره بالنار “تشويط الراس”
هناك من يبخره و هناك من يعدون به الكسكس
الذي يتجمع حوله أفراد العائلة
وتجدر الإشارة إلى أن أغلب يبدؤون تبادل الزيارات
ابتداءا من هذا اليوم.
ويعدون أيضا القديد وهو لحم يتم غمسه في خلطة من التوابل
ثم نشره في الشمس لمدة كافية وهذه العملية
تسمى في العربية الفصحى بتشريق اللحم في الشمس
وكلما طال وقت نشره في الشمس
كلما زادت لذّة طعمه، وبهاته الطريقة كانت الأسر
ولا زالت تستطيع الاحتفاظ باللحم لمدة طويلة
ودون وضعها في الثلاجة
وإذا كانت حاجة الأجداد في إطالة مدة صلاحية استهلاك اللحم
هي الدافع الأكبر لابتكار هذه الطريقة،
حيث كانت تظمن حق المتغيبين من تذوق “بركة” الأضحية
ولو بعد مدة،
فإن رهان الأجيال المتعاقبة سيكون هو الحفاض على هذا التقليد
أمام إغراق الأسواق بالثلاجات التي أصبحت معها
هذه العادات مهددة بالإندثار
(و هناك سبب آخر طبعا وهو لذة طعم اللحم المقدد ).
وخلال أيام العيد كل الوجبات تكون مصحوبة بأكواب الشاي الأخضر لضمان سرعة الهضم
الملفوف عند شوائه
عيد بأي حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمـر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيـداء دونهم
فليت دونـك بيد دونهـا بيد