جمهورية الحمار و الحصان

عندنا في الريف أو في الدشرة توجد مأساة حقيقية بسبب عدم توزيع العادل للعلف ( الثروة ) بين الحمار و الحصان . في الصباح يذهب الفلاح إلى الحقول لجمع المحاصيل فياخذ معه الحمار و الحصان فيحمل على الحمار كل ما ثقل من أدوات الإنتاج أما الحصان فيزين فسرج جميل ليفتخر به الفلاح ليأكد على مكانته الإجتماعية وفي المساء لما ينتهي من العمل يرجع إلى البيت و الحصان يمشي سريعا لأفنه لايحمل فوق ظهره أي شىء أما الحمار يرجع محملا بكل الأثقال بما فيها العلف الجيد المتمثل في الشعير حتى لم يستطيع المشي لأ نه محملا أكثر من طاقته ( ربنا لاتحملنا مالاطاقة لنا ) فبدأ الفلاح سصرخ عليه منبها حتى يسرع في المشي ( نحن تقول للحمار الذي لايسرع نبه - تنبيه - ) و من كثرة الأثقال لم يستطع أن يسرع ثم أستعمل و سيلة أخرى و هي المطرق و السواط حتى مزق جلده و حتى لحمله و لما و صلت القافلة إلى البيت تصوروا ماذا حدث نزع الفلاح العلف و الشعير من ظهر الحمار و أدخل الحصان إلى الإصطبل و أفرش له التبن حتى لايبرد و أعطاه العلف و الشعير الذي كان محمولا فوق ظهر الحمار أما الحمار فربطه في الخارج حيث البرد و الأمطار و أعطى له أكلا مثملا في الديس ( الديس لمن لايعرفه نبات يعطى للحيوانات التي لاقيمة لها ذوحواف حادة يجرح اليدين عند نزعه فمابالك لسان الحمار ) فناد الحمار الحصان فقال له لماذا أنت هكذا و أنا هكذا فرد عليه لأنك خلقت لحمل الآثقال و أنا خلقت للتباهي و الإحتفال فاستاء الحمار كثيرا من هذه الوضعية فقرر أن يجرب عفسة قد تخرجه من هذه الوضعية و في اليوم الموالي تكررت نفس أحداث اليوم السابق و لكن لما بدا الفلاح في الصراخ و الجلد السواط سقط الحمار أرضا و رفض النهوض رغم كل أساليب التعذيب و في الأخير قرر الفلاح نزع الأثقال من ظهره و و ضعها فوق ظهر الحصان لأنه لاخيار له و ترك الحمار حرا طليقا يعيش في الحقول و يأكل مايحلو له.

راك مازلت تحكى على كليلة ودمنة شوف الزمان وين وصلوا المقتصدون .....

لأن المقتصدين مازال فكرهم متوقف عند جمهورية تطبيق القانون و نحن في جمهورية طاق على من طاق أي جمهورية الغابة و بالتالي يجب مخاطبة هذه الشريحة بهذا الأسلوب لعلهم يعرفون حقيقة و ضعهم المأساوي.

صارت عندي فوبيا حقيقية من شيء إسمه قانون .....والله أشعر بأنني إما مستعمرة أو مسجونة .......ففي كليهما لا أشعر بالحرية ........كم صرت أمقت هذه القوانين التي تكبلنا نحن فقط من دون باقي الأسلاك ......لماذا ......لا أدري .........وبالرغم من ذلك نجد المتخاذل أو الفنيان فينا يطبق 90 بالمئة من القانون الخاص بمهامه.

القانون عندنا ينطبق عليه المثل الأمريكي ( القانون مثل بيت العنكبوت تعبره الذبابة الصغيرة فتلتصق و تعبره الحمامة فتمزقه و تمر.
أما أنا فأقول أن القانون مثل إله الجاهلية المصنوع من التمر يعبده و يقدسه صانعه و لما يجوع و يكون في حاجة إلى أكله فسوف يـأكله.

[size=24]]** واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما **/size]