أهمية الأذكار في حياة المسلم قال تعالى : {فاذْكُرُوني أذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُون} [البقرة:152] و عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه و سلم قال « { مثل الذي يذكر ربه و الذي لا يذكر ربه مثل الحي و الميت} » [البخاري: 6407] . و عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه و سلم: « { سبق المفردون . قالوا : و ماالمفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيراً و الذاكرات } » [مسلم : 2676] . ذكر الله تعالى، منزلة من منازل هذه الدار، يتزود منها الأتقياء، و يتجرون فيها، و إليها دائما يترددون. الذكر قوت القلوب الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورا، و عمارة الديار التي إذا تعطلت عنه صارت دورا بورا. فبالذكر تُستدفع الآفات، و تستكشف الكربات، و تهون به على المصاب الملمات. زين الله به ألسنة الذاكرين، كما زين بالنور أبصار الناظرين. و الذاكر الله، لا تدنيه مشاعر الرغبة و الرهبة من غير الله، و لا تقلقه أعداد القلة و الكثرة، و تستوي عنده الخلوة و الجلوة، و لا تستخفه مآرب الحياة و دروبها. ذكر الله عز و جل، باب مفتوح بين العبد و بين ربه، ما لم يغلقه العبد بغفلته. قال الحسن البصري رحمه الله: "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، و في الذكر، و قراءة القرآن، فإن وجدتم، و إلا فاعلموا أن الباب مغلق. و الإكثار من ذكر الله، براءة من النفاق، و فكاك من أسر الهوى، و جسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه، و ما أعده له من النعيم المقيم.
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡُ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: "ﺇﻥّ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳُﻌﻄﻰ ﻣﻬﺎﺑﺔً ﻭ ﺣﻼﻭﺓً ﺑﺤﺴﺐ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ، ﻓﻤَﻦ ﺭﺁﻩ ﻫﺎﺑَﻪ، ﻭ ﻣَﻦ ﺧﺎﻟﻄﻪ ﺃﺣﺒّـﻪ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮٌ ﻣﺸﻬﻮﺩٌ ﺑﺎﻟﻌَﻴﺎﻥ" "ﻓﺈﻧّﻚ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﺍﻟﺼّﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺫﺍ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻣِﻦ ﺃﺣﻠﻰ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺻﻮﺭﺓ، ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻮﺩ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺟﻤﻴﻞ". "ﻭ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺭُﺯﻕ ﺣﻈﺎً ﻣِﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠّﻴﻞ، ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﺗﻨﻮِّﺭ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭ ﺗُﺤﺴِّﻨﻪ." (ﺭﻭﺿﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻦ ﻭ ﻧﺰﻫﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺎﻗﻴﻦ. ﺹفحة رقم 221).
منقول