مفهوم البيداغوجيا لا يوجد له مقابل في اللغة العربية ، ولا يوجد له تعريب واضح عند المفكرين التربويين العرب ، لذلك حصل حوله جدل واسع .
تتكون كلمة " بيداغوجيا " في الأصل اليوناني، من حيث الاشتقاق اللغوي، من شقين، هما:
" Péda " وتعني الطفل، و" Agôgé " وتعني القيادة والسياقة، وكذا التوجيه.
وبناء على هذا، كان هو الشخص المكلف بمراقبة الأطفال، والأخذ بيدهم ومصاحبتهم. و كان العبيد يقومون بهذه المهمة.
كان المربي «البيداغوجي Le pédagogue» في عهد الإغريق هو الشخص – وفي أغلب الأحيان – هو الخادم الذي يرافق الطفل في طريقه إلى المعلمين ومرافقتهم في خروجهم للتدريب أو النزهة، فلم يكن البيداغوجي معلما إنما كان مربيا فهو الذي يسهر على رعاية الطفل والأخذ بيده, وهو الذي يختار له المعلم ونوع التعليم الذي يراه ملائما حسب تصوره في العهد اليوناني القديم. كان البيداغوجي في الأصل مربيا وقد ارتبطت التربية بتهذيب الخلق بالمعنى الواسع، أما التعليم فقد ارتبط بالتحصيل المعرفي بالمعنى الضيق. وبمرور الوقت تحول البيداغوجي لأسباب عدة من المربي بالمفهوم الواسع إلى المعلم المربي ناقل المعرفة, دون التساؤل عن نمط المواطن الذي يسعى إلى تكوينه, وبذلك تحولت البيداغوجيا من معناها الأصلي المرتبط بإشباع القيم التربوية, إلى منهجية في نقل وتقديم المعرفة وارتبط ذلك بما يعرف بفن "تدريس المعارف والخبرات التعليمية والتعليم ونقل المعلومة والتدريب" من خلال الاساليب الملائمة لفرد او لمجموعة, وانصب الاهتمام على اقتراح الطرائق المختلفة للتعليم والتعلم والتدريب.
لذا نجد ان المختص كمنشط او مدرب تربوي يعمل في اي مكان و أي زمان وليس فقط في المدرسة, يسمى بالإنجليزية "بيداغوغ pedagogue", و بالإسبانية "بيداغوغو "Pedagogo , وليس "educator" والتي تعني "معلم مرب" غالبا يكون في المدرسة او التعليم الرسمي."فادي سلفيتي"