عندما أتأمل وضعنا
عندما أتأمل نفسي
في ساعات الفراغ
لما أمسي
أنظر فيها بإمعان
في عمق كأسي
أو فوق بركة ماء
أو في زرقة السماء
أرى غيوم و ضباب
أرى عواصف هوجاء
وآمال ليست سوى سراب
متناثرة هنا و هناك و هنا
نشرت على سلك غسيل قديم
مثل قطع من اللحم المقدد
بعثرت في كل الأرجاء
مثل أجزاء الفسيفساء
حيث تكثر كلمات الحصرة والندم
على إضراب ربيناه كالوليد
بل كان أعز من الحفيد
وفي لحظة غموض دسسناه في التراب
فتلاشى من سطح الوجود
عندما أنظر في ذكرياتي
و أقلب في دفاتري وملفاتي
ألاحظ أنني قد غرر بي
وضعوا رقاقة في رأسي
برنامج حماية المال العام
برنامج خدمة التلميذ على الدوام
برنامج خدمة الأستاذ
و تكسير مكعبات الجليد بأسناني
برنامج لخداع القوانين و النصوص
بتبرير مصلحة التلميذ والأستاذ
فتشتغل الرقاقة فيرق القلب ويغيب العقل
وتحضر الرغبة في تلبية الأمر بكل اعتزاز وفخر
المهم نجاح التلميذ وراحة الأستاذ والمجد للمدير
فمادمت مطيع , حلوب , صالح للشرب وتستجيب
تنال الحظوة و الرضا فتصير المقرب و الأمير
أما إذا اقتلعت الرقاقة من دماغك
وجعلت القانون والعقل ميثاقك
واعترضت و لم تلبي لما هو مخالف للضمير
فكان في عونك ربي فتحوا عليك أبواب جهنم
فرفضك يعطيك الفرصة لترى حقيقتهم نحوك
وتضطلع على ما تخفي الصدور
وتعرف مكانتك الحقيقية داخل هذه الأسرة
وما إضرابنا إلا خير دليل على جوهر الانتماء
وما يشعرون به نحونا من نكران و ازدراء
طيلة 103 أيام واصلوا عملهم وكأننا لا حدث
هذه الأسرة لا يعنيها مصابنا ولمصيرنا لا تكترث
كل ما يريدونه منا مواصلة الحرث
صحراوي بدرالدين_17/01/2017