السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
رحمك الله أختي فضيلة و اكرم مثواك و جعل مقامك الجنة ، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، الحمد لله ألف مرة أنك لم تشهدي هذا اليوم التعيس ، هذا اليوم الذي عاد فيه مفاوضونا بلا شيئ ، لا حدث ، عادوا بحقنة تخدير جديدة تقودنا إلى الدخول المدرسي و بعدها إلى نهاية السنة المالية و بعدها إلى ...................ما لا شيئ .
رسالتي إلى الزملاء المفاوضين و الذين حملناهم ما ليس بمقدورهم حمله للأسف ، لا تقولون لي لا تتكلمي اليوم لآني لن اسكت ، و لا تقولون لي لا تنتقدي لأني لن استطيع فما بصدري اليوم يكاد يحرق الارض ، وراءكم قاعدة وقفت صامدة 103 يوم اضراب رقم قياسي في وزارة التربية بل في كل القطاعات ، قاعدة لم يهمها قطع ارزاقها ، قاعدة انذرت ، و اعذرت ، و اوقفت ، و مع ذلك واصلت اضرابها ، قاعدة قالت لا للظلم مهما كان الثمن ، تحملت ضغوطات الادارة و ضغوطات النقابة التي جبنت في آخر المطاف لعدم تصديقها مدى صمود فئة المصالح الاقتصادية و ابعد من ذلك ضغوطات نفسية و اسرية مرت بها العديد من الزميلات و وصلن حد الطلاق، ماذا تريدون بعد ، لتضربوا بيد من حديد و انتم محاطون بهذا الطوق الصلب من رجال و نساء من الطراز الفريد.
قرأت البيان و انتابني شعور أن فضيلة رحمها الله ماتت اليوم، ماذا أقول لها عندما ازورها في المقبرة يوم الجمعة هلا ساعدتموني ايها المفاوضين ؟ بأي وجه اذهب الى قبرها لأخبرها بما اسفرت المفاوضات ؟ كيف اقول لها أن جهادها و تضحياتها راحت هباءا منثورا ؟
اريدكم زملائي المفاوضين أعضاء اللجنة أن تقفوا امام المرآة و تسألوا انفسكم : هل أدينا الأمانة ؟ هل كنا في مستوى تطلعات نساء و رجال المصالح الاقتصادية الذين فاجؤوا الجميع بصمودهم 103 يوم اضراب ؟ هل كنا أهلا لتمثيل مثل هؤلاء الصناديد ؟
اترككم لضمائركم
حسبي الله و نعم الوكيل