اعلم أن هذا الغضب والانفعال كلها من مداخل الشيطان، يريدك أن تنتصر لنفسك وليس للحق، واستمع إلى نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه الصحابي، وقال له: (يا رسول الله أوصني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وصية جامعة: لا تغضب، ثم قال له مرة ثانية: أوصني يا رسول الله، فقال له: لا تغضب)، وهذا دليل على أن الإنسان الذي يملك نفسه عند الغضب هو الإنسان القوي في نفسه، القوي في شخصيته، القوي في بدنه، وهذا ما أكده أيضاً حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
الغضب تصرف لا شعوري وانفعال لا إرادي، يُهيِّج الأعصاب ويحرّك العواطف، ويصيب التفكير بالشلل، ويزيد من سرعة نبضات القلب ويرفع ضغط الدم ويزيد من تدفّقه على الدماغ، حتى تضطّرب الأعضاء وتفقد توازنها، فيتغير لون الإنسان وترْتعد فرائسه وترتجف أطرافه ويخرج عن اعتداله وتقبح صورته.
وفي أحيان كثيرة يُفْرز الغضب حمض (الأدرينالين) في جسم الإنسان الذي يمدّه بقوة جبارة وحركة سريعة لا يجدها الإنسان في حالات الاسترخاء. وربما هذا ما يفسّر القوة الفائقة التي يكون عليها الإنسان وقت غضبه.
في هذا المقال سنقدِّم لك وصفة سحرية للتخلّص من غضبك وكبْت غيظك. فسهلٌ جدًا أن تُستَثار وتغضب ثأرًا لكرامتك، ولكن غاية في الصعوبة أن تكتم غيظك، أو أن تسامح وهو الأجمل، أو أن تغفر لمن أساء إليك وهو أعلى مراتب العفو.
كيفية تجنّب الغضب الوضوء، فالماء يطفئ الغضب الذي شبه بالنار، والماء وبرودتها تعمل على إطفاء الحرارة. كتابة المشاعر والانفعالات التي يحس بها الإنسان، الأمر الذي يخفّف من حدتها. البكاء وعدم جعل الأمور تتراكم، فالتفريغ الأولي بشكلٍ دائمٍ يقي الإنسان التعرّض للأزمات الحادة والكبيرة المفاجئة. الانشغال بالأمور النافعة والمفيدة والهوايات التي تملأ وقت الفراغ ولا تجعل الإنسان يلتفت إلى الأمور السلبيّة والسيّئة. إحاطة النفس بالإيجابيين من الناس، الذي يبثون روح الدعابة والنكتة والفكاهة والبهجة في الأجواء. البعد عن مصادر التوتر والقلق والانزعاج والاضطرابات النفسية. ممارسة مختلف التمارين الرياضية التي تنشط الجسم وتخلصه من المشاعر السلبيّة والطاقة السلبيّة الكامنة. التسامح وتعود تجاهل الأمور التي تمر أمام الإنسان ومن الممكن أن تزعجه. تقبل الأشخاص بعيوبهم وسيئاتهم وحسناتهم، وبالتالي تقليل الشعور بالغضب منهم. الرضا بالأقدار خيرها وشرها، وعدم مقاومتها لأن ذلك لا يغير منها ولا يمنعها، بل ويمنح الإنسان شعوراً مريحاً مطمئناً.