سيدي المفتش لا تكن المفتش كونان ...
لقد رأيتك سيدي أصناف: فرأيت من اتخذ التفتيش وسيلة للترويع و التخويف و التهديد و الوعيد ، و رأيت صنفا آخر يبحث عن الزلات و الهفوات و العثرات ، و همه الوحيد ان يستعرض عضلاته ، و ربما امتلأ قلبه فرحا و سرورا عندما يتسبب في توقيف ، او دخول شخص للسجن ، و رأيت صنفا آخر قد غرته المحفظة السوداء و البدلة الوضاءة و ربطة العنق المزرقطة ، فتحول إلى شخص آخر غير ذلك الذي كنت أعرف ، فتكبر و تغطرس وأصبح يشاور بأصبعه و قد يحدثك بنبرة الامر الناهي .
و رأيت صنفا آخر ، بشوشا ضحوكا مبتسما ، متواضعا ، قدوة ، إتخذ من مهنته ، وسيلة للرشد و النصح ، بكل كلمات اللين و الرفق ، فأحب من كان مسؤولا عليهم بكل صدق ، فأحبوه ، و اتخذ منهم زملاء و إخوة ...فوجد منهم التقدير و التبجيل و الاحترام .
سيدي أريدك مربيا و موجها ، لا ان تكون شرطيا او دركيا أو المفتش كونان ...كما أريدك الا تنسى أنك كنت زميلا لنا قبل ان تكونا مفتشا علينا ...
أريدك أن تحمل همنا و هم مهنتنا ، أن تعمل مع زملائك على توحيد طرق العمل بيننا ، فقد وجدت ان لكل مفتش دين و ملة ، كما وجدت أن كل واحد يغني بغناه
اريدك ان تهتم بتكويننا طوال مسارنا المهني ، و ان تواكب كل التغيرات ، و ان تقترح الحلول للمشكلات و المعضلات ...
حينها يحق لي أن أفتخر بك سيدي