جاء رجل الى الإمام القاسم بن محمد - رحمه الله تعالى - أحد الفقهاء السبعة التي كانت تدور عليهم الفتوى في زمانه في مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن مسألة؛ فقال القاسم: لا أحسنُها، فجعل الرجل يقول: إني رفعت إليك لا أعرف غيرك، فقال القاسم: لا يغرنك طول لحيتي وكثرة الناس من حولي!، والله ما أحسنها، فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه: يا ابن أخي الزمها؛ فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم، فقال القاسم: والله لأن يُقطع لساني؛ أحب إلى من أن أتكلم بما لا علم لي به.
***هكذا كان حال السلف الصالح وغيرهم من علماء وحكماء الإسلام وفخره، يمسكون ألسنتهم ولا يحدثون إلا لضرورة ليس لهم منها بدّ، رغم احتوائهم وتشبعهم من علمٍ وأدبٍ وفقه*****