قال لي أحد الأصدقاء إن وزارة التربية بصدد فصلكم عن العمل إذا واصلتم الإضراب.
أنا أقول بحكم تجربتي البسيطة و أضن الكثير يشاطروني الرئ أطمئنكم أنهم لن يستطيعوا فعل ذلك إلا في حالة واحدة و هي الإستغناء تماما عن هذا السلك و إلغاء كل القوانين و التنظيمات التي تسير المحاسبة و التسيير في المؤسسات التربوية و إستبدالها بأخرى أو إستراد محاسبين في علب جوطابل صالحة للإستعمال فورا و ذلك للإعتبارات التالية:
1 – المقتصد الموظف الوحيد في الجزائر يخرج إلى التقاعد بقرار رسمي يقطع علاقته بمؤسسته و بعد تبرئة الذمة من عدة مصالح و يتلقى أجرته من الضمان الإجتماعي و يبقى مسؤولا فيها و يسيرها لمدة قد تطول لعدة شهور إلى غاية إيجاد مقتصد آخر يعوضه عن طريق التكليف .
2 – المقتصد الموظف الوحيد في الجزائر ينتقل من مؤسسته إلى مؤسسة أخرى و في بعض الأحيان حتى خارج الولاية تبعد مئات الكيلومترات و يبقى مسؤولا يسير المؤسسة الأصلية لمدة قد تصل إلى سنتين إثنتين ( و هذا واقع ) بحكم عدم وجود مقتصدا أو تم تعيين مقتصدا جديدا متخرجا حديثا غير مرسم فينتظر 12 شهرا حتى يترسم دون إستلام مهامه و ينتظر 6 أشهر حتي يتحصل على قرار الترسيم و 6 أشهر حتى يجرى له التحقيق الإداري ثم يمنح له الإعتماد و هذه الوظعية قد يتحملها في أكثر من مؤسستين.
3 – المقتصد الموظف الوحيد في الجزائر الذي يكون مريضا و يدخل في عطلة مرضية قد تكون طويلة المدى أو سيدة في عطلة أمومة أو في المستشفى و يبقى مسؤولا في مؤسسته و يمضي صكوكا حول مصاريف لايعرف عنها أي شيئ خلال غيابه لكل تلك الفترة و يتحمل كل نتائج العمليات و النشاطات التي يقوم بها غيره عن طريق الفرود و قد يكون مقتصدا بدون أية وثيقة و دون تسليم مهام .
4 – المقتصد الموظف الوحيد في الجزائر الذي يكون مضربا و لانقطع علاقته بمؤسسته و يبقى مسؤولا عن المشتريات التي لم يرى آثارها و مسؤولا عن حركة المخزونات و هو في حالة إضراب و ينجز جميع الأعمال بأثر رجعي فقط يتم الخصم من راتبه.
5 - المقتصد الموظف الوحيد في الجزائر يبقى مسؤولا في مؤسسته و أخرى تابعة له حتى بعد مماته إلى غاية تشكيل لجنة تسلم المهام إلى مقتصد آخر هذه المدة قد تطول لعدة أشهر و مسؤولية هذه المدة التي تعتبر فضاءا واسع للعب لايتحملها أحد و تبقى تحت مسؤوليته و على حسابه حتى و هو ميت تحت التراب.
6 – المقتصد الموظف الوحيد في الجزائر الذي يعتمد عليه في مسح كل القاذورات و آثارها.
و ببساطة المقصد هو الموظف الوحيد في الجزائر الذي لايحق له أن يتقاعد و لا يحق له أن ينتقل إلى مؤسسة أخرى و لايحق له أن يمرض و لايحق له أن يضرب بأتم معنى للكلمة و لايحق له حتى الموت و ينام بسلام تحت التراب.
و الموظف بهذه الصفات يعتبر كنز ثمين لايمكن أن يترك و الإستغناء عنه بهذه البساطة .
( و أقصد هنا المسؤول هو ليس ذلك الشخص الذي يقرر و إنما الشخص الذي يمسح فيه الموس )
و الموظف بهذه الصفات يعتبر كنز ثمين لايمكن أن يترك و الإستغناء عنه بهذه البساطة .