ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﻓﻼﺣﺎً ﻛﺎﻥ ﻳﺰﺭﻉ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻓﻲ
ﺣﻘﻠﻪ . ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻳﺰﺭﻉ ﺃﻱ
ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﺭﻉ ﺑﺬﻭﺭﺍً
ﺫﺍﺕ ﺟﻮﺩﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﺣﺎﺋﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ
ﺟﻮﺍﺋﺰ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻷﻓﻀﻞ ﻣﺤﺼﻮﻝ ﻣﻦ
ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ، ﺗﺠﻤﻊ ﻟﺪﻳﻪ ﻗﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻭﺍﻷﻭﺳﻤﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﻓﻀﻮﻝ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ،ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ
ﻣﺰﺭﻋﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻌﻪ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺳﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻼﺡ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ
ﺃﻋﺘﺮﻑ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺑﺴﺮ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ
ﻗﺎﺋﻼً : ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ
ﺃﺷﺮﻙ ﺟﻴﺮﺍﻧﻲ ﻭﺃﻋﻄﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﺬﻭﺭ
ﺍﻟﺬﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻭ
ﺍﻷﻭﺳﻤﺔ ﻟﻴﺰﺭﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻟﻬﻢ . ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ
ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ “ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺸﺮﻙ
ﺟﻴﺮﺍﻧﻚ ﻓﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ
ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺩﺍﺧﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ
ﻣﻌﻚ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻟﻠﻔﻮﺯ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﺤﺼﻮﻝ؟
”
“ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﺳﻴﺪﻱ،ﺃﻟﻢ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺗﻨﻘﻞ ﻟﻘﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ﻣﻦ
ﺣﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻞ . ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺟﻴﺮﺍﻧﻲ
ﺑﺰﺭﺍﻋﺔ ﺑﺬﻭﺭ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﻭﺃﻗﻞ ﺟﻮﺩﺓ ﻣﻤﺎ
ﻟﺪﻱ، ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ
ﺳﻮﻑ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺯﺭﻋﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ . ﻭﺇﺫﺍﻛﻨﺖ ﺃﺭﻳﺪ ﺯﺭﺍﻋﺔ
ﺫﺭﺓ ﺟﻴﺪﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﻋﺪ
ﺟﻴﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻧﻔﺴﻪ ”.
ﻟﻘﺪﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻰ ﺗﺎﻡ
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻭﺃﻥ
ﻣﺤﺼﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﺴﻦ ﻣﺎﻟﻢ
ﻳﺘﺤﺴﻦ ﻣﺤﺼﻮﻝ ﺟﻴﺮﺍﻧﻪ . ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ
ﻳﺴﺎﻋﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ . ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﺭﻏﺪ ﺍﻟﻌﻴﺶ
ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻭﺍ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻬﻨﺎﺀ،ﻷﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﺨﺺ
ﺗﻘﺎﺱ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺛﻪ
ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻭﺍ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻷﻥ ﺳﻌﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﺮﻫﻮﻧﺔ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ
ﺣﻮﻟﻪ .