اذا كنت في نقاش مع اي مقتصد في امر يخص العمل فانه سوف يسمعك قصصا مشوقة عن مغامراته مع المدير وطاقمه التربوي والاداري
ويسبح بك في سماء الخيال . وينسج لك من قصص الف ليلة وليلة لنفسه قصة . ويريك من الشجاعة المزيفة ما لا يتسع له خيالك .
ان شخصية وشجاعته المقتصد الحقيقة تظهر في الايام الحالكة والكروب الجماعية . فالاضراب هو المحك الحقيقي لتبيان شخصية وشجاعة كل فرد من افراد المصالح الاقتصادية .
ونحن في الاضراب ولشهره الثاني علي التوالي اكتشفنا عدة نماذج مخجلة ولا تعبر حقيقة عن ذالك الانسان الذي كرمه الله بالعقل والقلب والتفكير . والاحاسيس والعواطف .
ان شخصة المقتصد المهزوزة والمضطربة . وفقدان الشخصية هو فقدان لكلمة الشرف وما ادراك ما كلمة الشرف . فالالتزام امام الجميع بالاضراب . هي كلمة شرف . و عدم تطبيق ذالك الالتزام هو خيانة ونفاق . وفقدان الشجاعة علي مواجهة مديره بقول كلمة لا مرة في حياته ( انني في اضراب ولن اقوم باي عمل يحط من قيمتي او يجعلني خائنا لزملائي ) .
والخيانة والنفاق تاتي وتتبلور من الشخصية المهزورة وعدم القدرة علي مواجهة المسؤول المباشر ( المدير ) .او ربما لعدم الصبر علي ارتكاب التجاوزات واكل الحرام . والتربح من الوظيفية هي اسباب جوهرية للخيانة و النفاق .
وما اجمل تلك المقتصدات اللواتي برهن عن شخصيتهن التي تتفوق علي شخصية جملة من الزملاء الرجال الخونة .
وقد استطاعت احدي المقتصدات ان تتحدي مقتصدا رجلا خائنا و اخرجته من وقفة وبهدلته احسن تبهديل امام زملائه . فخرج وراسه بين رجليه . وكيف لهؤلاء الشجاعة وهو غير مضرب خوفا ورعبا من مديره . بل ويقوم بتوزيع منحة 3000 دج بسرية تامة . ويحضر للوقفات والاجتماعات الاسبوعية ويمضي ويسجل اسمه مع الحاضرين .
كن شجاعا ليوم واحد . وتسردك ليوم واحد وانت علي ابواب التقاعد .