نقلا عن محمد زاوي
أتردون من المفلس منا ؟
عندما أعيد فتح قاموس مفرداتي وأتصفحه أجد في يومياتي (اضراب الكرامة والحقوق) فأتذكر أنني مع زملاء وزميلات مهنتي خضت معركة حياة وسجلت اسمي ضمن كوكبة الصامدين والصامدات بفخر وعزة نفس وكرامة وحققت حلم وجودي التليد .وكلما أعيد شريط أحداث المعركة أجد زخما كبيرا لمشاهد بطولات عظيمة ضمن هذه الكوكبة المباركة منذ بداية المعركة التي دخلناها بصدق وعزم وتعاهدنا بالشرف أن لا نخون الأمانة ولا نستسلم لليأس ولا التهديد ولو كلفنا ذلك رؤوسنا وأرواحنا .وصدقنا الله وعده إذ حبانا بمعيته اللطيفة وقوته المتينة وأكرمنا بعونه اللطيف ، فاستطعنا أن نقود أعظم اضراب الكرامة في الوقت الراهن بصمود فائق وثبات صلب ووحدة وتماسك منقطعي النظير وتقاليد نضالية أذهلت العام والخاص وأصبحت حديثهما وانتشرت على نطاق واسع عبر الصحافة المسموعة والمقروءة والمرئية و الشبكة الاجتماعية واستطعنا أن نتجاوز كل المطبات والاكراهات والحواجز بكل عزم وصمود ولم يثنينا التهديد ولا الترهيب ولا التضليل ولا الترغيب الكاذب ولا الخيانة العظمى والخذلان المارق لأولئك الذين وضعنا أيدينا في أيديهم من أجل الكرامة والعزة والشرف واشتركنا في الآمال والآمال . وواصلنا الاضراب المقدس بخطى ثابتة نساءا ورجالا شبابا وشيوخا يحبونا التوق إلى الارتقاء في مدارج الكرامة والعزة حتى جاء يوم الفصل ومكا أدراك ما يوم الفصل :14.12.14 الذي أعتقنا من الحقرة والتهميش والذل والمهانة ورفعنا إلى سماء العزة والكرامة والشرف وأكرمنا الله قبله بشهيدة العزة والكرامة عليها الرحمة .فدبت فينا الحياة بعد موت وأصحنا أعزة بعد مهانة وكراما بعد ذل نرفع رؤوسنا شامخة بين أمثالنا من المربين واطارات الدولة الجزائرية وعلق الاضراب وجاءت الجائزة مفعمة بفرحة غامرة ،واتضح أنها كانت الرحمة التي تلت المحنة والمصير الأليم الذي كانت طغمة الفساد في الوزارة والمديريات تحيكها وشاركت شبيخة المتخاذلين وأصحاب المصالح و القفز على المراكز الزائلة للقضاء علينا وعلى أولادنا وعوائلنا وكل جميل وكريم فينا ومنا ,لكن لطف الله شملنا وعنايته نزلت علينا من السماء وبنعمته تمت الصالحات
ومهما علق الاضراب ما زلنا نواصل المشوار ببناء الصرح ونرفع راية الاستمرار في الذود عن قضيتنا سيما رفع الغبن والظلم عن كل واحد منا والتصدي للكل أشكال الفساد والحقرة والاقصاء الذي يسلط علينا فرادى وجماعات لا نكل ولا نمل ولا نستسلم
ولعل قضية زميلتنا صليحة تابليت واحدة من المطبات العالقة التي كان من الطبيعي أن نحيي سنة التضامن والتكتل والمساندة والوقوف معها وقفة واحدة لو لبينا ندائها بقوة لكانت الرسالة القوية التي يمكن من خلالها أن نقدمها للوزارة الوصية ومصالحها الخارجية في المديريات بأننا لا زلنا واقفين ومكملين بنفس وثيرة اضراب الكرامة ومعركة ماقبل التعليق
ثم جاءت مرحلة التفاوض مع الوزارة حول رزنامة تقديم مشاريع خاصة بتنفيد بنود محاضرالتفاوض التي تم الاتفاق فيها على المنحة البديلة وتحيين القرار 829 على وجه الخصوص وتزامن ذلك مع تكتل النقابي وتوقيع ميثاق الشرف والذي دعا إلى اضراب العاشر والحادي عشر من فيفري .وهو في حقيقة الأمر فرصة متاحة لكل من تخاذل ان يعلن موقفه من مسيرة المطلبية القادمة ويسجل موقعه في المستقبل الفاصل .فهل بعد كل هذا ندعوا اليوم إلى العودة إلى مربع السراب والحلم المجهول .إنه الافلاس بعينه لأنه نكران النفس والذات .إنه شكل من خيانة النفس المحتجبة .بعد كل هذه الأيام العظيمة وتجاوز كل هذه المتاريس الجبارة التي اجتزناها بوحدة وعزم قويين نختار القهقرى ونستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .
فما أحوجنا لمراجعات أنفسنا وطلب الغفران لها
وما أغربكم وما أدهاكم تدعوننا إلى الافلاس الحقيقي ونحن ندعوكم إلى عقد الأمل لمستقبلكم في أنفسكم