[center]يحتفل العالم في كل عام في اليوم الأول من شهر ماي بعيد العمال - تقديرا وتكريما للدور الطليعي الذي يقومون به في بناء الحضارة الإنسانية وتشييد صروحها المعمارية و الصناعية والزراعية والخدمية -ويأتي هذا الاحتفال في كل عام من أجل لفت الأنظار والتأكيد على دور العمال الفاعل في المجتمع وكرافعة اساسية في تشيد المرافق الوطنية وبناء الاوطان.
لقد ناضلت الطبقة العاملة عبر العصور من اجل تكريس وجودها في الحياه واحقاق شرعية نضالها السلمي وقدمت قوافل من الشهداء عبر مسيرة نضالاتها الطويلة وعُمدت هذه المسيرة بالدماء الزكية من اجل الحصول على المكتسبات العمالية والنقابية ولا زالت صرخات العامل النقابي الشهيد - اوجست سيايبس - تدوّي في الافاق عندما قال كلمته المشهورة "سيأتي اليوم الذي يصبح فيه صمتنا في القبور اعلى من اصواتنا" وهذه الرؤيا لهذا النقابي تحقق الآن على الساحه العالميه مزيدا من المكتسبات والانجازات للطبقة العاملة ومزيدا من الاحترام والثناء -لقد كافحت الطبقة العاملة في الماضي ولا زالت مستمرة حاضرا في نضالها السلمي في بعض الدول من اجل الاعتراف بها وبدورها التقدمي في بناء الاوطان والسماح لها بحرية التنظيم النقابي والضمانات التقاعدية والصحية والاجتماعية. وكل هذا ما كان له ان ينجز لولا صبرالطبقة العاملة وتضحياتها المريرة والجسيمة مع جشع الراسمالية العالمية -لقد تفننت الراسمالية العالمية في استغلال جهود الطبقة العاملة دون مراعاة للحالة الانسانية لهذه الطبقه وفرضت سلطة الدولار على كافة الاعتبارات الانسانية والاخلاقية ولكن بمشروعية النضال السلمي والتمسك بالمبادئ الخالدة حققت الطبقة العاملة الكثير من الانجازات والمكتسبات الحقوقية واصبحت قوة يحسب لها كل حساب في مشاريع الربح والخساره وكقوة فاعلة وليس مفعولا بها مهيضة الجناح.
ونحن في الجزائر نشارك العالم في كل عام احتفالات العمال في عيدهم ونثمن ونقدر انجازاتهم ودورهم الريادي في خدمة بلدنا ونهضته الصناعية والزراعية والمعمارية والخدماتية وفي كل مجالات العمل المهني واليدوي وفي هذا اليوم نرفع لهم قبعاتنا ونحيي منجزاتهم الوطنية فهم اصحاب الهمة العالية والعزيمة الصادقة وهم اصحاب الانجاز اللامحدود فكل شارع معبد وكل مصنع يدور وكل شجرة تنمو تشهد لهم بهذا العطاء الموصول -فهم الحاضر بكل انجازاته ومعانيه وهم المستقبل بكل اشراقاته وصباحاته المتفائلة وهم اولا واخيرا رواد العطاء والبناء المثمر. لقد ركزت قيادتنا الجزائرية المفداة منذ اليوم الأول لتوليها مسؤولياتها الى اهمية بناء الإنسان الجزائري علميا ومهنيا باعتبار الانسان الجزائري محور العمليه التنمويه وصانعها فتحقق له الكثير من المكتسبات من خلال سلسلة من التشريعات القانونية والتأمينات الاجتماعية والصحية وكلها تصب في صالح الحركة العمالية والنقابية تقديرا لدورهم في بناء الجزائر .