كن سارقا لتصنع مجدا
عنوان لمقال جذبني يتحدث عن السرقة الشعرية و الادبية ، فتذكرت مواقف شغلتني لسنوات تعرضت لها شخصيا و تعرض لها زملائي من الشرفاء كذلك ممن كان الوصول لأهدافهم في المناصب و الترقيات كأي موظف جزائري أكثر صعوبة من صعود القمر.
صحيح عندما نتكلم عن السرقة أول ما يذهب له فكرنا هي سرقة الأموال و لكن اليوم أكلمكم عن سرقة من نوع آخر، و هي سرقة المراتب و سرقة المناصب و سرقة النجاح و بالتالي سرقة المستقبل ....
تبدأ هذه السرقة في الامتحان حين يسرق المترشح النجاح ب " النقيل" أو بتغيير ورقة الامتحان إذا كان " الراعي " صاحب نفوذ ( مدير تربية ، رئيس مصلحة ، مفتش ، مدير مؤسسة ......إلخ..) تليها السرقة أثناء التكوين ليكون ضمن الأوائل دون جهد و في الاخيرسرقة المناصب الشاغرة ليكون احسنها من نصيبه بالطبع، بينما الزميل الذي طالما انتظر فرصته في الترقية بقي في آخر الصف ليكون الفتات من نصيبه .
لقد تعبنا كثيرا لنصل إلى مراتب أعلى و لكن هذه السرقات الوضيعة نالت من مسارنا المهني و الأغلبية المجتهدة من الزملاء مازالت تعاني من امتحانات مهنية نتيجتها متوقعة و من حركات تنقلية "بني عميستية ": هذا ولد فلان هذه بنت فلانة هذا ولد عم فلان و هذي نسيبة فلانة و و و و و .....
الناجح الحقيقي ليس من يكتب اسمه في لوح الاعلانات و لا ذلك الذي يخيّر له بين المؤسسات المميزة و لا ذلك الذي يصعد القمم على ظهور زملائه، الناجح هو ذلك المجتهد و لكل مجتهد نصيب و يبقى من يظن نفسه "قافز" سارقا وضيعا و لن يصنع مجدا أبدا.