اهمل دوره ففقد حقه

لم تعد وظيفة المقتصد تقتصر على العمل الإداري و المالي فقط ، ففي ظل التحولات التي تشهدها الجزائر في مختلف المجالات ، صار لزاما عليها أن تواكب الركب ، حيث أصبح لابد على المقتصد
أن يشارك في العمل التربوي و يرقى بمستواه إلى حد تقديم توجيهات ذات طابع تربوي و بيداغوجي
حتى يفهم مشرفوا القطاع و موظفوه أن الجانب البيداغوجي و التربوي لا يقتصر على القسم و المئزر
و السبورة فحسب، بل يتعداه إلى أن يتلقى التلميذ التربية في كل مكان و من الجميع ، كما أن إستقالة بعض الزملاء سامحهم الله عن واجباتهم و هي مشاركتهم في جميع النشاطات ذات الطابع التربوي
كالمنافسات بين الأقسام ، و النشاط الثقافي و الرياضي ، و مشاركتهم مجالس التعليم ، و تحضيرات الدخول المدرسي و القيام بتوعية التلاميذ فيما يتعلق بالمحافظة على الممتلكات و تحسيسهم بمسؤوليتهم
داخل المؤسسة) إهمال هذا الدور جعل الجميع و على رأسهم مدير المؤسسة يرى أن المقتصد
بعيد كل البعد عن العمل التربوي و بالتالي فهو موظف دخيل على القطاع في نظر البعض
ولا يستحق أن يحسب ضمن فئة المربين و ليس له نفس الحقوق.

للمقتصد ادوار تربوية عديدة وجل نشاطاته هدفها هو التلميذ اي الفعل التربوي
فكيف بالله عليك يهمل الجانب التربوي وهو المسؤول عن تحقيق الفعل التربوي
هل يستطيع احد القيام بأي نشاط دون المشاركة الفعلية للمقتصد وهل هناك اي عمل تربوي ليس للمقتصد دور فيه . بل المقتصد هو الركيزة الأساسية للفعل التربوي . ومن اعطاه هذه النشاطات ليس غبيا لأنه يستحيل أن يكون مسؤولا وهو لايمارس هذه المسؤولية .
هل سمعت يوما بان هناك مسؤولا في أي قطاع ليس له دور في القطاع الذي يعمل فيه فكيف يمكن ان يكون مسؤولا اذا وعن ماذا.
لذا هذا خطأ كبير بأن تظن أن المقتصد ونشاطاته ليست مرتبطة ببعضها البعض بل الكل جزء لايتجزأ فاذا كان المدير جل نشاطاته هدفها تحقيق الفعل التربوي ونعني بذلك الجانب التربوي والمعرفي للتلميذ فكيف يمكنه تحقيق هذه الاهذاف اليس بتفعيل نشاطاته التربوية والادارية والمالية.
اذا هذه النشاطات التي يمارسها المدير أو المقتصد هدفها هو تحقيق الجانب المعرفي والتربوي للتلاميذ. فكيف بالله عليك أن المقتصد ليس تربويا.
لذا فان جل النشاطات والصلاحيات الممارسة من العامل البسيط الى المدير هي اعمال هدفها توفير الظروف وتمكين التلاميذ من التحصيل التربوي والمعرفي.
وبالتالي فنشاطات المقتصد الادارية أو التربوية او المالية هي أعمال هدفها تربوي ومعرفي محض.
ولا يمكن أن نخرج المقتصد منها لانه جزء لايتجزأ وعليه بممارسة جميع صلاحياته كما يجب لانه مسؤول والقانون يعطيه صفة المربي .بالرغم من أنه حرمه ماديا هده الصفة وحتي مسؤوليته المالية كمحاسب حرم من تعوضاتها المادية كطلك . ونحن علينا أن نسعى ولانسكت عن المطالبة بحقوقنا خاصة والقانون اعطانا هطه الصفتين صفة المربي وصفة المحاسب العمومي.